عودة ترامب.. هل تُعيد صياغة المعادلة العسكرية الأمريكية في العراق؟
عراقيون / متابعة
تصاعدت المؤشرات في العراق على بقاء قوات التحالف الدولي لفترة أطول، في ظل التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة. ويأتي هذا بعد تصريحات وزير الخارجية فؤاد حسين خلال مشاركته في جلسة ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس بسويسرا.
وأشار حسين إلى أن القوات الأمريكية من المتوقع أن تستمر بالبقاء في العراق، معتبرًا أن ذلك يأتي في إطار السياسات الجديدة التي قد تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد. وقال حسين: “أعتقد أنهم سيبقون هناك (في العراق)”.
وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا في يوليو/تموز الماضي إلى اتفاق يهدف إلى تحقيق انسحاب تدريجي لقوات التحالف الدولي من الأراضي العراقية، ويتضمن الاتفاق جدولًا زمنيًا يمتد لعامين، يبدأ بتقليص عدد الجنود بمئات العناصر بحلول سبتمبر/أيلول 2025، على أن يكتمل الانسحاب بشكل شامل بحلول نهاية عام 2026.
مواقف سياسية رافضة
أبدت جهات سياسية عراقية رفضها لبقاء قوات التحالف الدولي على الأراضي العراقية، معتبرة أن وجود هذه القوات يمثل انتهاكًا للسيادة الوطنية ويعزز من التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي.
وترى هذه الجهات أن العراق يمتلك الإمكانيات الكافية لتعزيز أمنه واستقراره بعيدًا عن الحاجة إلى وجود قوات أجنبية، كما أنها تطالب بضرورة الالتزام بالاتفاقيات السابقة التي تنص على انسحاب هذه القوات ضمن جدول زمني واضح.
“مجاراة” السياسة الأمريكية
من جهته، قال النائب عن تحالف الفتح مختار الموسوي، إن “من الواضح أن واشنطن ليس لديها نية بسحب قواتها من العراق، خصوصًا بعد عودة ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف الموسوي أن “موقف العراق ضعيف كون واردات النفط العراقية تشرف عليها الولايات المتحدة، وهذه الورقة تهدد اقتصاد وأمن العراق”.
وتابع أن “ترامب اليوم يهدد مختلف دول العالم مثل كندا وكولومبيا والمكسيك وغيرها، حيث إن الأمر ليس مقتصرًا على العراق، لذلك فإن من مصلحة العراق هو مجاراة السياسة الأمريكية وعدم التصادم معها”، مشيرًا إلى أن “من الممكن أن نشهد عودة استهداف القواعد الأمريكية في العراق من قبل بعض الفصائل الرافضة لتواجد هذه القوات، ولكن هذا الأمر لا يصب في مصلحة الشعب العراقي”.
لقاءات تؤكد التعاون العسكري
خلال لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بقائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا الجنرال كيفن ليهي، تم التأكيد على التزامات التحالف الدولي تجاه العراق والاستمرار في البرامج المشتركة.
ولم يتطرق اللقاء – وفق البيان – إلى ملف انسحاب قوات التحالف من العراق، وهو ما اعتبره البعض تأكيدًا غير مباشر على استمرار التعاون العسكري بين الجانبين، في ظل التحديات الأمنية والإقليمية التي تواجه العراق.
صراع إيراني – أمريكي
يثير استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق جدلًا متصاعدًا، لا سيما بين القوى السياسية والفصائل المسلحة التي ترى في التحركات الأمريكية محاولة لترسيخ النفوذ الغربي في المنطقة.
وتعتبر هذه الفصائل أن هذه التحركات تشكل عقبة أمام جهودها الهادفة إلى إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في العراق، بدعم واضح من إيران التي تسعى لتقليص التأثير الأمريكي في الساحة العراقية.
من جانبه، قال الخبير الأمني عماد علو إن “الرؤية بشأن بقاء قوات التحالف الدولي، وضمنها القوات الأمريكية ستتضح خلال الفترة المقبلة”، مشيرًا إلى أن “زيارات المسؤولين العسكريين الأمريكان إلى بغداد تتناول غالبًا قضية انتشار القوات الأمريكية، وفقًا للرؤية التي سيحددها ترامب بناءً على سياسته في المرحلة المقبلة”.
وأضاف أنه “يمكن العودة إلى مواقف ترامب خلال فترة رئاسته الأولى لفهم المشهد، حيث أبدى حينها رغبة في سحب القوات الأمريكية من سوريا والعراق، لكن القيادات العسكرية الأمريكية أقنعته بضرورة استمرار وجودها نظرًا لارتباط ذلك بالمصالح والأمن القومي الأمريكي”.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 2,500 جندي في العراق ضمن إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، بالإضافة إلى ذلك، يشارك نحو 1,000 جندي من دول أخرى في التحالف، ويتمركز هؤلاء الجنود في قواعد عسكرية مثل قاعدة عين الأسد الجوية، وقاعدة حرير في إقليم كردستان.