محمد صالح البدراني يكتب | دراسة سد بادوش ضمن خطة تأهيل سد الموصل

عراقيون / مقالات رأي

أصل الفكرة:
أصل فكرة إنشاء سد بادوش ووفق المعلن منها انه سد صد تحسبا لانهيار سد الموصل؛ وسنبقى عند هذا المعلن من الغايات لإنشاء السد لنرى أنها فكرة تحتاج إلى تطوير وإعادة نظر كأسلوب حقيقي للوقاية من انهيار سد الموصل والانهيار امر محتمل مثل أي سد من سدود العالم.

مدى فاعلية الفكرة الآن:

فكرة سد بادوش كانت في ثمانينات القرن الماضي وكان الجواب على سؤال ماذا لو انهار سد الموصل، فصمم السد ليفي بأغراضه والمعروف منها انه لتحمل الصدمة الناتجة عن اندفاع مياه سد الموصل ومن ثم تسليكها بما لا يضر بالعراق ككل وليس الموصل فقط بافتراض أسوأ مسار للانهيار عندما يكون السد ممتلئا والموجة مستمرة

اليوم نحن أمام سيناريو أخطر وهو انهيار سد أليسوا ذا المنسوب 520 فوق مستوى سطح البحر وتصل الموجة إلى سد الموصل عند انهيار أليسو بنحو 15 ساعة وفق دراسات أولية منشورة.

المنسوب في الموصل هو 220 متر فوق منسوب سطح البحر، ومن مقارنة المناسيب وكميات المياه في السدين ننظر إلى سد بادوش من نواحي عديدة في إعادة التقييم وهو امر ليس ذا علاقة مباشرة الان بسد الموصل.

والإضافة التعجيزية هي أن يكون سد بادوش خزان يخزن مثل سد الموصل فارتفاعه 312 ف م س وهذا مستحيل، فهو مصمم ليكون ارتفاع الخزين فيه 20-25 م إلى منسوب 245-250 واعلى ارتفاع عند منسوب 260 وهذا اقل من قمة السد التنظيمي بمترين فقط262 عند الانهيار سيكون اعلى ارتفاع للخزين 87م.

أما انه يخزن بقدر سد الموصل في الظرف الاعتيادي فهو سيحتاج إلى إعادة تصميم ويبقى غير ممكن الاستفادة من هذا التغيير إلا في حالة واحدة وهي انهيار سد الموصل واليسو وبقائه هو صامدا لم يتأثر بالصدمة، فما يطلب منه مستحيل بوجود سد الموصل وان تصميمه الأساس ليس مقترحا أو أماني وإنما تصميم مدروس ليكون سدا بخزين قليل وينتهي كمهمة وكسد عند انهيار سد الموصل سواء نجح في صده أو انهار، إما بانهيار سد اليسو فسد بادوش سينهار حتما بفشل سد الموصل الذي يجب أن ينخفض باي شكل إلى منسوب 311 ف.م.س.ب. أو دون ذلك ليتحمل المياه القادمة من اليسو وفق دراسة لأساتذة مغتربين عراقيين ، وكما لاحظنا أن رفع سد بادوش كخزين حتما سيغرق السد التنظيمي، وكلما ارتفع يعطل فاعلية من سد الموصل كتقليل كفاءة الكهرباء لو فكرنا بالاستغناء عن السد التنظيمي، مثلا لا حصرا من السلبيات وهي فكرة ليست حصيفة بأدنى الوصف.

نحن أمام ثلاثة متطلبات ووفق التقرير الذي اقر بموجبه مجلس الوزراء أن يكلف شركة لدراسة الموضوع وبناء على مقترح التقرير كما هو واضح من صيغة الخبر إذن:

  • صد انهيار سد الموصل وهو ما صمم له
  • انهيار سد اليسو وهو ما لم يصمم له
  • يعمل كخزان للوقاية من الشحة: فكرة غير مدروسة.

ما لذي يمكن عمله:

وهي محوران: الأول فكرة إلغاء سد بادوش والثاني الربط مع تأهيل سد الموصل

فكرة إلغاء سد بادوش: وهي فكرة خطأ لكن إعادة دراسته في كل شيء صواب، فالسد أسسه تغيرت أوضاعها خلال هذه المدة نتيجة استمرار الضخ فرضية تاتي مع عدم القدرة على تأكيد مصدر الينابيع الكبريتية، الضخ قلل من تآكل الحديد الظاهر لكن الأمر وان كان مكلفا يعطي امل في صيانته فهو إذن يحتاج إعادة تقييم مع تكرار الغمر وسرعة الإجراء.

إلغاء السد خطأ كذلك لانه سد استملك مساحات واسعة وله موجودات متنوعة ومساكن وأرضه نموذجية جدا لمشاريع سياحية إن عولج غبار معمل السمنت في بادوش واستثمر جريان العيون الكبريتية التي ظهرت جراء حفريات السد أثناء الإنشاء فتحويله للاستثمار السياحي من شركات مختصة مع بناء سد صغير أو عدة سدود واستخدام هذه السدود مع الطاقة الشمسية للاكتفاء من الطاقة التي تحتاجها المدينة السياحية والمرافق الأخرى.

الربط بين سد بادوش وتأهيل سد الموصل:

تأهيل سد الموصل مسألة منفصلة عن سد بادوش كما رأينا في متن المقال، فمشكلة السد هي الأسس وهنالك مقترحات عديدة ممكن أن تدرس لمعالجة السد قد يكون الحل في أحدها وقد لا يكون؛ لان التحشية بالأسلوب المعروف حاليا هي تحشية صيانة تعويضية مهمة لكنها ليست علاجا في المنظور لكن ربط السدين معا يضيع فرصة تطوير مهمة تشمل سد بادوش وسدود أخرى وتطور هذا الجانب من نينوى لمشاريع غذائية وسياحية معا.

ولعل من المناسب القول إن دخول سد اليسو وتغييرات حصلت في البيئة ووفق راي متداول يجعل إعادة تقييم مشاريع الجزيرة ضروري ولعل التركيز على مشروع الجزيرة الجنوبي وغض النظر عن الشرقي بعد تسوية منطقته راي مطلوب دراسته لانه سيكون منفذا في الكوارث غير مستحب وإلغاؤه أو تعليقه يعطي دعما لإقامة مشروع الجزيرة الجنوبي الذي هو مهم لإصلاح البيئة وإعادة التوطين للناس.

مطلوب فعلا شركة أجنبية رزينة وليس أي شركة فالخطأ غير مسموح في هذه القرارات لانها تؤثر على العراق كله وتؤخذ هذه القرارات بقناعة الكوادر العراقية وتدرب عليها كوادر لوضع المرتسمات التفصيلية وتدقيق المرتسمات التنفيذية والنهائية ثم صيانة المشاريع.                              

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *