الدم مقابل الحقيقة.. العراق يتصدر قائمة أخطر الدول على الصحفيين
عراقيون / ازهر صباح
كشفت تقارير صادرة عن منظمات دولية ومحلية أن العراق لا يزال يحتل مرتبة متقدمة بين الدول الأكثر خطورة على الصحفيين، حيث ارتفعت حصيلة الصحفيين الذين قُتلوا خلال العقود الأخيرة إلى أكثر من 500 منذ عام 2003.
وأعلنت نقابة الصحفيين العراقيين في وقت سابق، أن العام الجاري شهد عددًا من الحوادث التي استهدفت صحفيين أثناء تغطيتهم لأحداث ميدانية، أو نتيجة استهداف مباشر، بينما فقد آخرون حياتهم أثناء عملهم الميداني، دون محاسبة حقيقية للقتلة.
حادثة جمال البدراني: آخر هجمة ضد الصحفيين
في حادثة جديدة، تعرض الصحفي جمال البدراني، مدير مكتب قناة الشرقية في محافظة نينوى، لاعتداء عنيف في مدينة الموصل أثناء تغطيته قضية فساد محلية. وذكرت مصادر إعلامية أن ثلاثة عناصر ينتمون إلى فصيل مسلح هاجموه أثناء عودته من عمله، مما أسفر عن إصابته بجروح بليغة.
وبثت قناة الشرقية مشاهد تظهر سيارة من نوع “بيك آب” تلاحق سيارة البدراني، وصورًا لجروحه الناجمة عن الاعتداء. وقد أثارت الحادثة غضبًا واسعًا بين الأوساط الصحفية والحقوقية، التي طالبت بفتح تحقيق عاجل للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة.
تحرك قضائي
من جهته، أعلن مجلس القضاء الأعلى تكليف مديرية الأمن الوطني في الموصل بتتبع الجناة وتفريغ كاميرات المراقبة للتوصل إلى المتهمين. وأكد المجلس أنه تم التوصل إلى أحد المشتبه بهم، وما زالت الإجراءات مستمرة من قبل قاضي التحقيق المختص.
مخاطر متزايدة وضعف المحاسبة
تشير مصادر مطلعة إلى أن معظم حالات استهداف الصحفيين في العراق تمر دون محاسبة، مما يعزز مناخ الإفلات من العقاب. وأوضحت منظمة “مراسلون بلا حدود” أن العراق لا يزال بيئة معادية للإعلام، داعية الحكومة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية الصحفيين وتوفير بيئة آمنة للعمل الإعلامي.
في هذا السياق، صرحت منظمة اليونسكو أن “حرية الصحافة هي ركيزة أساسية للديمقراطية، واستمرار استهداف الصحفيين في العراق يعد تهديدًا لهذه القيم الأساسية”. ودعت المنظمة السلطات العراقية إلى تعزيز التدابير الوقائية وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين، معتبرة ذلك جزءًا من التزام العراق بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
دعوات لتحرك عاجل
في السياق ذاته، طالبت منظمات حقوقية دولية ومحلية بتشديد الإجراءات الأمنية وتفعيل القوانين الخاصة بحماية الصحفيين. كما دعت إلى فتح تحقيقات شفافة في جميع الجرائم المرتكبة ضد الإعلاميين لضمان العدالة وحماية حرية التعبير.
يُذكر أن العراق مرّ بفترات صراعات طويلة، جعلت العمل الصحفي فيه مهنة محفوفة بالمخاطر، إلا أن الصحفيون يواصلون أداء رسالتهم رغم التحديات الكبيرة.