فواز الطيب يكتب | صراع الدولة واللادولة
عراقيون / مقالات رأي
صراع الدولة واللادولة أصبح حديث المجتمع في الندوات والمؤتمرات والصالونات الثقافية ، وفي جولة بين الأسطر المكتوبة كتب وقيل فيها : ” فيما يمكن تحديد القوى التي تتبنى موضوعة الدفاع عن شرعية الدولة وفرض هيبتها، فان جماعة اللادولة أصبحت جهات معروفة كذلك بعد أن كانت مستترة وهي تحاول اليوم فرض إرادتها كرديف للدولة ، وتهدد الأمن وتعيق الاستقرار خدمة لمصالح لا تمت للشعب العراقي بصلة “.
” وعندما تغيب ملامح الدولة عن حياة مجتمع ما، نعود إلى مقولة الفيلسوف البريطاني “توماس هوبز” 1588- 1679م ، في وصف حالة الطبيعة، أي حالة ما قبل الدولة ، التي وصفها بأنها ، حرب الجميع ضد الجميع ، فهي إن لم تكن قوية بما يكفي لتوفير حماية نفسها ، قد يلجأ كل فرد إلى قوته الخاصة بصورة مشروعة وبأسلوبه الخاص بغية حماية نفسه من الآخرين .
وعندما تعيش في ظل اللادولة، لا تبقى ملامح للمستقبل لك أو للأجيال اللاحقة، ولذلك تبقى تحن إلى الماضي عسى أن تجد عزاء لحالة التردي والنكوص نحو الفوضى “.
وكمصفوفات سياسية ومنذ 2003 ، ” رسخت المنظومة السياسية ثلاث دعائم قضت على روح الدولة وأصابت كيانها بالصميم .
الأولى : سياسة تغييب مفهوم الأمة العراقية والمواطن العراقي، واستبدلتها بمفاهيم حقوق الطائفة والقومية والمتاجرة بهذا العنوان في كتابة الدستور وتوزيع المناصب العليا.
الثانية : تحويل موارد الدولة ومؤسساتها إلى اقطاعيات سياسية لهذا الزعيم السياسي أو لذلك الحزب، وتم شرعنة الفساد السياسي والمالي والإداري، ومن ثم باتت موارد الدولة تجير لصالح البقاء في السلطة وإدامة النفوذ.
الثالثة : إلغاء كل ما يتعلق بمفاهيم سيادة الدولة، وباتت التدخلات الخارجية والإقليمية مبررة بدعاوى الدفاع عن هذا المكون الطائفي أو القومي ولحماية حقوقه “.
لقدعملت الحكومات المتعاقبة على تسهيل مهمة قوى اللادولة في التغول على الدولة والمجتمع ، بتوزيع المناصب دون مراعاة لمعايير الكفاءة ، والهدف هو الولاء وتشكيل حاشية مقربة تتولى زمام القيادة ، ومن ثم توزيع مغانم السلطة على الفرقاء السياسيين لضمان بقائها بالمنصب .
” وما لا يدركوه كعبر تاريخية هو توسع دائرة جماعات الفقر والفئات المهمشة والهامشية بهذه السياسة وهي الميالة كطبع عراقي إلى العنف وتسوية التظلمات بالسلاح ، كل ذلك قد يدفع إلى الاعتقاد بأن غياب الدولة هو فرصة حقيقية للاقتصاص من ظالميها في نهاية المطاف، سواء أكان ذلك بجهود داخلية أو بدعم خارجي “.