محمد صالح البدراني يكتب | رسالة مفتوحة لموقع مسؤول السيد ر/ م/ الوزراء .. شيء من الهم وليس كله بعد التحية

عراقيون/ مقالات رأي

نصيحة وليس تَظَلُماٌ.. كلامي هذا ليس تظلما وإنما نصيحة لأننا نريد بلدا يليق بإمكانياته وتاريخ أرضه وقدرات شعبه؛ فعادة لا اكتب بطريق موجهة ومباشرة وانما اعمم الامر على الامة لان الامة كلها مبتلاه على رقعتها الجغرافية وبمتعدد القوميات والأديان والمعتقدات التي كانت متعايشة بصورة طبيعية، بل انها لم تعد امة نظرا لتهلهل هذا النسيج فما يربطه أضعف بالتشويه وسلوكيات زاعميه، لكني اليوم الاحظ نوعا من الترويج الكلامي لقيادة البلد التنفيدية، في بلد لم ينشأ حديثا وانما نشأ بالكلام وازدادت الخطابات بعد الملكية واستمر متأخرا عن امكانياته الحقيقية بسبب سوء الإدارة، لكن الشعب توارث الخبرة فلم يعد يهتم لكلام النائحة المستأجرة وهي تحاول بشكل واضح ان تروج بأمر هي نفسها لا تقتنع به، كما انه لا يعين احدا في طموحه لأنه مكسور ويائس وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقال فاستقطابه من عدمه سواء بل سيقول (مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25)الملك)، إن العمل العادي لا يعتبر منجزا بل المنجز هو إحداث الرفاهية والرقي التقني والمدني بما يتناسب وإمكانية البلد بحسن إدارته.

معالم الانكسار في الدعايات:

لن نستطيع ابدا ان نقنع نبتة بان تبقى عطشى الى ان نأتيها بالماء وهو لا يأتي فهي تحتاج الماء لتنتعش وتعيش كذلك الشعب انتعاشه أكبر من كل الكلمات والوعود والدعايات ومدح المادحين ومداهنة لذيذة من الطامعين والنفس البشرية تميل إلى التصديق فالانا حاكمة في طلب الخلود مذ زل آدم.

لن نستطيع أن نقنع الجائع اننا نطعمه دجاجا مشويا او مندي وهو يلوك كسرة خبز، ولن نستطيع ان نمنح الانسان بإحساس الوجود والالتزام القيمي وهو يبحث وراء سيارات النفايات عن رزقه.

كيف تقنع ذوي الدخل المحدود عندما يرفع سعر العملة فيولد التضخم وما يتبعه كم زيادة أسعار المواد الأساسية بثلث وارده ولا يطبق قانون الحماية من التضخم الموجود فعلا.

ولن نستطيع ان نبرر اهدار ثرواتنا الحيوانية والنباتية ثم نستوردها ويدفع المواطن فاتورتي كهرباء (وطني ومولدة) كل منها تكسر ظهر أناس بالكاد تعيش….. وغيرها؛ ولا ثروات البلد ونحن نرى جيش العاطلين مع غياب للصناعة والتطوير، ولا أن نطلب تخطيط وإحصاء سكاني والناس مشردة وبعيدة عن القرى والنواحي وما يعنيه هذا من تحولهم من منتجين الى عالة متعبة مرهقة على مجتمع المدينة المريض المتعب المرهق أصلا ويأتيك مسؤول منبهر ومغرم بالرأسمالية ليطبقها على شعب أرهقه الفقر وبلا مؤسسات الحماية والوقاية التي يمتلكها النظام الرأسمالي والتي تكاملت عبر مئات السنين من الثورة الصناعية ثم يقول ما يقال من كلام سطحي كسطحية ماري أنطوانيت وكعكتها.

الحل:

بمختصر الكلام من يريد ان يشغل الثروة البشرية المتاحة والتي يتمناها كل بلد ناجح عليه ان يفتح المصانع لا يغلقها وان يصدر قوانين تنظم بحزم ولمصلحة الطاقة العاملة في الشركات وفي القطاع الخاص لا يتركون للشركات تمتصهم فان تعبوا القتهم ليضافوا بعد علم وخبرة إلى جيوش الجياع لهذا يلحون أن يكونوا في الدولة خشية يوم عجزهم وهم بلا موارد.

نحن بحاجة إلى عودة الناس الى قراها مع مشاريع لتربية الدواجن واللحوم والزراعات المتعددة والاعلاف ومعامل متعلقة بالمواد الأولية المنتجة حيوانية ونباتية

نحن بحاجة الى حلول جادة للمياه ودول الجوار بعيدا عن الأفكار السلبية والمؤامرات وانما بالمشاركة في دراسة المصير المشترك عن طريق انشاء منظومات مشتركة هيئة او وزارة عابرة للحدود

نحن بحاجة الى عقليات تفكر ودراسات وتجميع الخبرات بدل انكفائها واعتزالها او هروبها الى دول أخرى.

في هذا العراق ملئ بالكوادر القابلة للتدريب والعمل الجاد والنهضة، وتعين من يريد الإصلاح ولا تسأل من هو وكل من عاش في البلد يعلم هذه الحقيقة لذا فمراكز تدريب وتأهيل وتطوير غاية في الأهمية لتوجيه ينابيع الأفكار إلى نهر الإبداع وارتقاء المنظومة الحكومية والحكم بشكل عام.

هذه أفضل من أية دعاية ومن أية مجموعة ذباب الكرتونية أو لقاءات تلفزيونية تحمل مداهنة واضحة وترويج لشخص سيعتقد انه ناجح كفاية لكيلا يفكر، وهو حقيقة الأمر يقيم الإمارة على كومة حجارة، البلاد لا تبني بالدعايات ولا بأناس تداهن وإنما بأناس تعمل معك وتبكيك من إلحاحها وتبيان الإخفاقات وتقديم الحلول.

عندها سيتكلم عملك ويتكلم شعبنا بالولاء أو بشواهد البقاء، لان عملك ان شوهد فهو خير وان لم يشاهد فهو سيكون شاهدا في التاريخ ويوم لا ينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم.

نحن نحتاج من يعلق الجرس، فان لم تستطع فــــ (لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) مع الود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *