“النجباء” العراقية تجدد تهديداتها وواشنطن متمسكة بحق الدفاع عن النفس
عراقيون/متابعة
ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أن حركة النجباء العراقية وجهت تحذيراً من احتمال استئناف الهجمات ضد القوات الأمريكية، وذلك بعد الغارة التي قامت بها الولايات المتحدة في محافظة بابل ضد قوة من الحشد الشعبي، وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة.
وبعدما أشار التقرير الذي ترجمته عراقيون، إلى توقف حملة الميليشيات العراقية ضد القوات الأمريكية بدرجة كبيرة في شباط/ فبراير الماضي بعد مقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة في الأردن وشن غارات أمريكية مكثفة ضد مواقع “المقاومة الإسلامية في العراق”، قال التقرير أن الضربات الأمريكية الجديدة التي وقت الاثنين الماضي في بابل، أثارت الغضب مجدداً إلى جانب الدعوات لاستئناف الهجمات ضد القوات الأمريكية التي تعتبرها الميليشيات قوة احتلال بموجب القانون الدولي.
ونقل التقرير عن رئيس المكتب السياسي لحركة النجباء الشيخ علي الأسدي، قوله إن “هذا الوجود غير القانوني وغير الشرعي نفذ عمليات اغتيال داخل الأراضي العراقية ضد أفراد من قوات الأمن بلا علم من الحكومة العراقية”.
وبحسب الشيخ الأسدي، فإن “كل ذلك يمنح المبرر لفصائل المقاومة والشعب العراقي، من أجل التصدي لها وتحرير أرضه من هذه القوات التي تنتهك حقوق العراقيين وكرامتهم”.
ولفت التقرير الأمريكي إلى أن الغضب العراقي من الغارة الأمريكية على بابل تفاقم أيضاً بسبب تزامنها أيضاً مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، ومع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه اغتال أحد كبار قادة حزب الله اللبناني في بيروت، حيث أثارت عمليتي الاغتيال تعهدات بالانتقام من جانب إيران وحزب الله اللبناني وفصائل محور المقاومة الأخرى، بما في ذلك المقاومة الإسلامية في العراق، التي أصبحت الآن أكثر غضباً بسبب مقتل مقاتليها في الغارة الأمريكية.
ووصفت “نيوزويك” ما يجري بأنه إحدى “أكثر اللحظات خطورة بالنسبة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير 2020، وهو الفعل الذي تواصل إيران بسببه توجيه تهديدات للرئيس السابق دونالد ترامب”.
إخراج القوات الأمريكية
وذكرّ التقرير بأنه بعد اغتيال سليماني في بغداد، صوّت النواب العراقي على قرار يدعو لإخراج القوات الأمريكية من العراق فوراً، لكن ترامب بدأ بتخفيض عدد الجنود، بينما أعلن خليفته جو بايدن لاحقاً عن نهاية المهمة القتالية للقوة الأمريكية ضد تنظيم داعش، إلا أنه لم يتم سحب الجنود الأمريكيين بشكل كامل حيث ما يزال هناك نحو 2500 جندي أمريكي في إطار مهمة تدريبية واستشارية.
وبرغم بدء المفاوضات حول مصير هذه القوات خلال الشهور الماضية، في إطار اللجنة العسكرية العليا بين الولايات المتحدة والعراق، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” لم تشر إلى أي خطط لسحب القوات بالكامل، مما عزز من الدعوات لإنهاء الهدنة غير الرسمية مع الميليشيات العراقية.
ونقل التقرير عن الأسدي قوله إن “أصل الوجود الأمريكي غير قانوني وغير شرعي، خاصة بعد القرار البرلماني بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، فضلاً عن التظاهرات المليونية للشعب العراقي لطرد قوات الاحتلال”، مضيفاً أن تواجد القوات الأمريكية على أساس اتفاقية الإطار الإستراتيجي المقرر إنجازها فإنه “الآن غير قانوني ويخالف القوانين الدولية لأنهم يحتلون سماء العراق وينتهكون أجواؤه”.
غارة بابل
لكن التقرير لفت إلى أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن غارة بابل الأخيرة نفذت تحسباً لهجوم بطائرات مسيرة تخطط له قوات مجهولة على الأرض.
ونقل التقرير عن أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن “القوات الأمريكية في العراق شنت غارة جوية دفاعية في المسيب في محافظة بابل، مستهدفة المقاتلين الذين يحاولون شن هجوم أحادي الاتجاه بانظمة جوية غير ماهولة”.
وبحسب المسؤول العسكري الأمريكي نفسه، فإنه “بالنظر إلى الهجمات الأخيرة في العراق وسوريا، فإن القيادة المركزية الأمريكية قدرت بأن هذه الأنظمة المسيرة تشكل تهديداً للولايات المتحدة وقوات التحالف، وهو إجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة بسلامة وأمن موظفينا”.
ونقل التقرير عن المسؤول الأمريكي قوله “إننا نحتفظ بالحق الأصيل في الدفاع عن النفس ولن نتردد في اتخاذ الإجراء المناسب”.
وذكرّ التقرير بأن كتائب حزب الله، التي هي عضو أيضاً في المقاومة الإسلامية في العراق، قالت إن الغارة استهدفت خبراء يقومون باختبارات لطائرات مسيرة مخصصة لتوفير الأمن خلال الزيارة إلى مدينة كربلاء في الذكرى الأربعينية، متهمة الطيران الأمريكي بأنه انطلق من قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت المجاورة، ووجهت تهديدات ضد البلدين، وناشدت الحكومة العراقية ونواب البرلمان العمل من أجل إنهاء تواجد قوات الاحتلال وطردهم.
كما ذكرّ التقرير بموقف الحشد الشعبي الذي دعا إلى توحيد الجهود لاتخاذ قرار فوري بسحب القوات الأجنبية من العراق، واتهامه الولايات المتحدة بالتآمر مع إسرائيل “لإشعال المنطقة وتوسيع دائرة الحرب والعدوان”.