فواز الطيب يكتب | البارزاني في بغداد يدق ناقوس الخطر
عراقيون / مقالات رأي
زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني ، زار بغداد وأجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين حكوميين وسياسيين إلى جانب سفراء دول عدة ، منهياً قطيعة 6 سنوات فرضتها خلافات عميقة تراكمت بشكل ملفت خلال السنوات الماضية مؤثرة على البيت الكردي الداخلي كذلك .
وبرأيي الشخصي لم يزر بغداد إلا بعد احساسه بالخطر الكبير على العملية السياسية في العراق بالمجمل ، فأمريكا والمجتمع الدولي يحمون هذا النظام ككل وليس كأفراد أو جماعات على حدى ، وعندما يكون هناك خطر برفع اليد عنهم فالجميع سيشمل كحزمة سياسية واحدة حكمت العراق بالتوافق والمحاصصة .
وأثناء الزيارة لم يكن هناك مؤتمرات صحفية يوضحون فيها ماهية المشاكل وحلولها والاتفاقات التي حصلت ، بقدر تلميحات من هنا وهناك بتصفير المشاكل بين بغداد وأربيل وحلحلة مشاكل البيتين السني والشيعي ، برسائل هدوء وتطمينات في المرحلة المقبلة ، وهذا بشكل عام ، والا تفاصيلها معقدة بسبب ترحيلها وتراكمها سنة بعد أخرى .
فملفات ، الرواتب والموازنة وتصدير النفط والكمارك وانتخابات اقليم كردستان ستكون المحك لصدق النوايا الى جانب المواقف من أزمة رئاسة البرلمان للمكون السني ، وحل مشكلة الحكومة المحلية في كركوك ، وبعض المواقف من ادارة الحكومة المحلية في نينوى وتأثيرات الجماعات المسلحة فيها وفي المناطق المحاذية لحدود اقليم كردستان بما فيها المناطق المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي .
وهذه المواقف هي المرآة التي ينظر لها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية للمنظومة السياسية العراقية كشركاء وطن ، فنصائحهم دائما لقادة المنظومة اهتموا بشركائكم وحلوا مشاكلم فيما بينكم ، لكي نستطيع الاستمرار بدعمكم .
وهذا داخليا ، أما خارجيا ، فزيارة البارزاني ورسائله كانت حول نذور الحرب والتقسيمات التي تحوم حول المنطقة ، فحرب غزة قد تمتد الى لبنان ، والقوات التركية لديها عمليات بالعمق العراقي ضد عناصر البككا ، وتكمن الخطورة هنا بالمواقف والمشاركة في هذه الحرب والتدخلات ، وعواقب هذه المواقف والتدخلات يجب ان تكون مدروسة ، وبشكل مؤكد نقل البارزاني رسائل عواقب هذه المواقف ، ولا بد ان تكون هذه المواقف مشتركة بين الاقليم والحكومة والاتحادية بوحدة قيادة وسيطرة مشتركة .
وأكد البارزاني بحسب مصادر على ضرورة تخفيف التوترات مع أمريكا، وعدم الضغط على إخراجها من العراق، خاصة وأن تركيا مصممة على تنفيذ حملتها العسكرية في الإقليم، والوجود الأمريكي ضروري لتحقيق التوازن ، وكذلك، نصح السياسيين في المركز للعمل على تجنّب العقوبات الاقتصادية الأمريكية ، لأنها ستضر بالعملة الوطنية، والاقتصاد العراقي، وكل الشعب العراقي.
وفي تحذيرات نقلها مشعان الجبوري عن مسعود بارزاني لقيادات الشيعة : صراعكم مع أمريكا سيوقف الدولار ويقطع الرواتب ويعرضكم لسيناريو فنزويلا .
وبالمجمل أدّى البارزاني واجبه كرجل وطني يحب شعبه ، وكرجل دولة يريد حماية شعبه من أي مخاطر عسكرية واقتصادية ، وكسياسي يحترم شركائه في العملية السياسية .