فواز الطيب يكتب |المحافظ ولعبة السياسة في نينوى
بعد مرور خمسة أشهر من تولي عبدالقادر الدخيل منصب محافظ نينوى بدأ الكلام ببعض المجالس بعدم الرضا والقناعة وتعديد للسلبيات .
وهو أمر متوقع بالنسبة لي حسب المصفوفات السياسية التي هي أمامي ونسبة لطريقة أداء السيد الدخيل لإرضاء الجميع وبوس عمك بوس خالك ، فهذه بالتأكيد حقن مورفين مؤقتة سرعان ما يذهب مفعولها . وكنت قد كتب عن أهمية اختياره في هذه المرحلة نسبة الى المنافسين على المنصب فكان مقدم عليهم على أقل تقدير كسلم وظيفي وكعلاقات متميزة في بغداد وتحصيله لأموال المشاريع مع المحافظين السابقين وإلا فهو لا يملك سجل سياسي يمكنه من إدارة ملف نينوى المعقد ، فكان عليه تشكيل فريق عمل سياسي يعاونه على أداء هذه المهام لكنه يبدو فضل حسم الأمور بنفسه من خلال توجهات الحكومة الاتحادية وبعض العلاقات الشخصية .
وإعلامياً اعتمد على الشو الشعبوي وهذا غير مجدي مع الفاعلين السياسيين كتوجهاتهم ومطالب واستحقاقات محاصصاتية متعارف عليها في ادارة العراق ولكل المكونات والطوائف ، فقراراتهم تضرب أي أعمال وجمهور موجه عرض الحائط كما حدث مع نجم الجبوري وتم ركنه الى جانب ، والتبعية هنا ودعوى المساندة والدعم من متنفذين أقوياء كذلك قد ينتهي بأي لحظة بسب ضغوط وتوجهات معينة لا علاقة لها بالعلاقات الشخصية وبعض فوائدها .
ومن جانب آخر هناك مجلس محافظة منقسم على نفسه وتميل كفة كل طرف بلحظات لتمرير أي قرار فلا ثقة ولا أمان لهم كتوجهات وتميل كفتهم حسب الإتفاقات السياسية خلف الكواليس ، وبالتالي هذه جبهة أخرى تحتاج لادارة سياسية متمرسة لا يملك المحافظ قوة خاصة تسنده فيه كجهة حزبية ويعتمد فيها كذلك على العلاقات الشخصية وهذه حقن مورفين من نوع آخر بمفعول مؤقت .
ولهذا بدأ الخصوم تشكيل أنفسهم وبلورة أفكار عن أخطاء وسلبيات واخفاقات تمارس في نينوى ، وملفات فساد ودوائر متلكئة وخدمات ضعيفة وابتزاز ورشاوى ومحسوبيات وتدخلات خارجية والى آخره .
من يدير نينوى عليه أن يكون بمستوى رجل دولة بمنظومة حزبية رصينة ، فنينوى تمثل عراق مصغر ، والهروب من السياسية فيها خطأ فادح يتركك لعبة بيد الآخرين يتقاذفونك كالأطفال تارة يقطعون يديك وتارة رجليك واذنيك وتارة يمزقون ملابسك . ويرمونك أخيراً في سلة المهملات !! .
المراجعة ليست عيباً مهما كانت الفترة قصيرة أو طويلة ، والشفافية مهمة جداً ، والواقعية وعدم اعطاء الأمور أكبر حجمها ببطل الاعمار ورجل المرحلة والقائد وريلزات و.. والكل يعلم الحقيقة والمنهج والحجم والامكانيات وحدودها ، فالمدينة لا تتحمل أخطاء متراكمة أخرى تثقل من كاهل همومها وعزها وكرامتها .