فواز الطيب يكتب | اليوم العالمي لحرية الصحافة .. أرقام وإحصائيات ورأي
تاريخ 3 – 5 – حزيران / مايو من كل عام هو اليوم العالمي لحرية الصحافة حسب إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وتحتفل دول العالم بهذا اليوم في الوقت الذي تتعرض فيه حرية الصحافة إلى تهديد في جميع أنحاء العالم من قبل السلطات السياسية ، ففي فلسطين وحدها أكثر من 100 ضحية من الصحفيين ، وفي العراق 333 انتهاكاً خلال مؤشر عام 2024 حسب توثيق جمعية “الدفاع عن حرية الصحافة في العراق” وهذا يعني تراجع العراق مرتبتين بحرية الصحافة، حيث جاء بالمرتبة 169 عالمياً من أصل 180 دولة ، ما يعكس واقع الصحافة العراقية السيئ في اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وضمن دائرة الأرقام والإحصائيات تظهر البيانات تراجع نقاط العراق في المؤشر السياسي من 39.2 إلى 20.6، وتراجع المؤشر الاقتصادي من 28 إلى 22.1، وتراجع المؤشر الاجتماعي من 36 إلى 29.4 نقاط، وتراجع مؤشر الأمان من 29.9 إلى 28.6.
ويصف تقرير مراسلون بلا حدود العراق، بأنه بين الإرهاب وعدم الاستقرار السياسي والاحتجاجات، يواجه الصحفيون تهديدات من جميع الجهات ويواجهون ضعف الدولة التي تفشل في واجبها في حمايتهم ، ومنذ بدء العام الحالي، يبلغ عدد الصحفيين المعتقلين 2، بحسب التقرير. وبحسب تقرير للجمعية ، تبرز في هذه الاثناء ارتفاع وتيرة الأحكام القضائية وأوامر القبض، والإستقدام، والحكم الغيابي ضد الصحفيين، وفقاً لقوانين موروثة من الحقبة الدكتاتورية السابقة، لتبرز منظومة القضاء العراقي كإحدى الجهات التي تدعم ملاحقة الصحفيين، وبطريقة غير مسبوقة.
وتؤشر الإنتهاكات منهجية عدوانية تستخدمها السلطات، بشكل فج، تارة من قبل الجهات السياسية والمتنفذين، باتخاذهم الملاحقات القانونية لإسكات الصحفيين، وتارة أخرى بالايعاز للأجهزة الأمنية بمطاردة الصحفيين في الشوارع ومنعهم من التصوير.
ووثق التقرير، خلال الفترة التي غطاها، أعداد انتهاكات وصلت إلى (333) انتهاكا، توزعت بين الاحتجاز والاعتقال والإصابات، فضلاً عن مداهمة أو اقتحام أو هجوم مسلح ضد منازل الصحفيين ومقار وسائل الإعلام، واعتداء بالضرب، ومنع أو عرقلة العمل، ورفع دعاوى قضائية .
وأحب أن أنوه هنا الى ضعف ثقافة فهم العمل الصحفي في المؤسسات الحكومية وعند المسؤولين قد يكون بشكل أكبر ولهذا نرى عدد كبير من التجاوزات والقيود على الصحفيين فهم يظنون أنها مجرد نقل خبر جامد عن نشاط سياسي او اجتماعي وثقافي ، بينما هي عملية تفاعل انساني عن كل ظواهر الحياة وتحليلها والتعامل معها بشكل خبر يحمل الكثير من الإثارة والإهتمام .
وهنا تكمن أهمية هذا اليوم في تذكير الحكومات بضرورة احترام حرية الصحفيين وتقديم الدعم لهم ، وزيادة توعية المؤسسات الحكومية لضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة بعيدة عن الأحزاب والقدسية لضمان أمن الصحافيين أثناء تأدية مهام عملهم .