فواز الطيب يكتب / بين الإنتخابات المحلية والبرلمانية دروس وملاحظات
عراقيون / مقالات راي
انتخابات مجلس النواب القادمة ( 2025 ) ستشهد صعوبة كبيرة للفوز بها أكثر بكثير من انتخابات المجالس المحلية وخاصة ان المنافسة ستكون قوية جدا من النواب الحاليين انفسهم وقد أظهر بعضهم القوة وعملوا على فوز أخوة أو ابناء واقرباء ، منهم النائب نايف مكيف الشمري مصعدا أخاه سعدون مكيف الشمري ، والنائب أحمد الجبوري مصعدا أخاه محمد ،والنائب شيروان دوبرداني مصعدا ابن عمه احمد ناظم ، والنائب محمد العبد ربه مصعدا ابن عمه احمد ، والنائب فلاح الزيدان مصعدا ابن عمه مروان ، وهناك من عمل بقوة لفوز مقربين منه .
من جهة أخرى دخلت الحشود بقوة في الانتخابات لأول مرة بشكل صريح وفازت بثلاث مقاعد وسيكون لها حضور أكبر بعد الاستفادة من الأخطاء السابقة بعد تنظيم نفسها بطريقة أفضل وكتحالف شيعي موازي حضر المالكي وفاز بمقعدين الى جانب ريان الكلداني بمقعدين كذلك في شراكة لا تقبل القسمة على اثنين كمشروع ( المالكي الفياض الخزعلي الكلداني الحكيم العامري القدو .. ) .
أما القوى الكردية فقد خسرت بعض قواعدها وبالتأكيد ستعيد حساباتها ، مع ملاحظة تسجيل افضلية للاتحاد الوطني الكردستاني على حساب الديمقراطي الكردستاني وهذا التغيير بما حمله من تبدل في موازين الحضور والقوة، سيلقي بظلاله على مباحثات الشراكة المرتبكة في الاقليم والتي تشهد أزمات مركبة ، وقد يعيد تشكيل التوازنات وتمثيل حصص الشراكة بين الحزبين وهذه المرة لمصلحة الاتحاد، بعد سنوات من ميل الكفة وبشكل حاسم لصالح الحزب الديمقراطي ، ونلاحظ هنا لم يلق دلدار زيباري برفقة ليلى ريكاني القبول بشكل عام وخسرا الإنتخابات كممثلين عن كرد الموصل .
وأبرز الخاسرين من العرب السنة قياسا بآخر انتخابات هو حزب تقدم بقيادة مزاحم الخياط في نينوى والذي اظهر ضعف اداري واضح لأول تجربة قيادية بملف الانتخابات وربما كان هناك تأثيرلإاقالة الحلبوسي رئيس الحزب من رئاسة البرلمان ولكن التحدي كان أنهم قادمون بشكل اقوى وهذا ما حدث في بغداد والانبار باكتساح كبير ، فيبدو ان ادارة ملف تقدم في نينوى غير موفق فعلا وبالحسابات الرقمية لم يفز أحد كحزب فالفائزين هما من طرف حزب الجبهة التركمانية ومستقل هاوي اتخذ تقدم كمنصة !! .
وكرر الخنجر تجربته باسم السيادة وفاز بمقعدين برغم المبالغ الكبيرة التي صرفت ، وادارة الملف لم يكن موفقا من قبل ادارتهم برئاسة حسن علو ، ويبدو كان هناك نزاع داخلي للحزب بين القديم والجديد وبعض شخوصهم ، فلم يحالفهم الحظ بالفوز المريح وهم بحاجة لرص الصفوف واختيار قيادي له خبرة في الموصل ويكون ذو مقبولية بشكل عام لا يجير الحزب لمصالح شخصية وفئوية ، وكقيادة عليا كذلك يجب فك الارتباط والنزاع في اتخاذ القرارات ، وبشكل عام الخنجر يحتاج الى مصداقية أكبر في التعامل وتنفيذ وعوده ولو بنسبة 60الى 70 % لإعادة الثقه بمنظومته .
وبالنسبة للحزب الإسلامي والحركة كانت خيبة الأمل لهم كبيرة بغياب القيادة والجمهور الذي تشتت وألتزم بعضهم الصمت الإنتخابي فاجتهد مرشحوهم باختيار المنصات ولم يفز أي واحد منهم إلا اذا اعتبروا سمية الخابوري واحدة منهم .
أما فلاح الزيدان ( تجديد ) ومحمد العبد ربه ( عزم ) كانا واضحين بالعمل للفوز بمقعد واحد لأولاد العم ونجحا بذلك من باب عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة .
وأفضل من سجل حضور ملفت هو ثابت العباسي ودخل بقائمتين لأهل المدينة ( الحسم الوطني ) على رأسها عبدالله النجيفي واطرافها ( نينوى لأهلها ) على رأسها نجم الجبوري وحقق 7 مقاعد جعلته بالمركز الأول بمعادلة قد تغير كثير من الحسابات السياسية في نينوى .
وهنا يمكن القول عودة متحدون للواجهة السياسية بوجه شاب لديه طموح كبير في تصحيح مسار العمل السياسي ووضعها على السكة الصحيحة للوصول الى الهدف المنشود واعادة الثقة بالعمل الحكومي كمجموعة متماسكة للحفاظ على هوية المدينة .
وبدوره ثابت العباسي قدم ابنه ثابت المبهم للآخرين كفاعل سياسي وهذا ينطبق على مهند نجم الجبوري ونحتاج الى وقت لمتابعة عملهما للحكم عليهما .
وبكل الأحوال نحن نتكلم عن الانتخابات البرلمانية القادمة وحظوظها من خلال مشهد الانتخابات المحلية ودور وتأثير النواب فيها وكل حسب ثقله وامكانياته ، وبالتالي مدى تأثير أعضاء مجلس المحافظة الجدد على الانتخابات البرلمانية ، ومدى نجاحهم في أداء مهامهم بالشكل الذي يؤهلهم لهذا الدور . وكذا للقوى للسياسية وتحضيراتهم في المرحلة المقبلة وهم امام هذا المشهد الجديد .