محمد صالح البدراني يكتب| السدود والتغيير المناخي
عراقيون| مقالات رأي
التغيير المناخي:
التغيير المناخي عنوان لحدث ما زال مجهولا ومجهول واقع تأثير بل الأسباب التي تؤكد أنها من أحدث أو سيحدث التغيير المناخي بشكل صحيح.
ما نراه اليوم هو اضطراب مناخي وليس تغيير مناخي ولا أحد يستطيع الجزم مهما بلغ من علم معروف أن يحدد الاستقرار فيسمى عندها التغيير المناخي، ولابد من استقراء حركة اللب الأرضي وان كان قد تحرك فعلا أو سيبدأ بالحركة ولم تعلن ناسا أو أي من الجهات الموثوقة علميا شيئا عن حركة اللب الذي آخر ما نشر عنه انه توقف واكتشف توقفه عام 2019..
المغناطيسية الأرضية مضطربة والحماية للجو من الموجات المغناطيسية والحرارة الشمسية المباشرة مضطرب، ففي نفس القارة الممتدة عبر خطوط الطول، تجد حرائق في إسبانيا وثلوج سميكة في ألمانيا بينما تتعرض الإمارات العربية إلى إعصار رهيب بالنسبة للمعروف عن الجو الإماراتي.
ما لعمل:
إذن لا تغيير مناخي وما نراه مناخا مضطربا قد يجعل العراق في جفاف هو ودول منابع النهرين، وقد يجعل الفيضانات هائلة تحتاج إلى السدود الكبيرة لادارة الوفرة التي تسبب الكوارث إن لم تحتجز، كما أن السدود عند الحالة المضادة ستكون سدود صيد المياه أكثر من كونها حصاد المياه حيث ستجعل من الاضطرابات الجوية مصدرا لمياه تحتفظ بها في سدود سواء ما صمم منها سابقا أو حديثا.
سد الموصل لابد من صيانته بشكل صحيح، سد بادوش سيحتاج الكثير إن استخدم هيكله السابق وربما سيواجه نفس العلل التي واجهتها حياة سد الموصل وربما سيحتاج إلى تصاميم خاصة لأسس السد تفيد من الذاكرة الإنشائية لسد بادوش في إنشائه الجديد ليس أدناها إبدال التحشية العميقة بخندق تحشية وتعميق تحشية التقوية وتكثيف الغطائية.
سد منداوة وسد بيخمة مهمان كخزان وشبه ناظم، حتى إن أعيد النظر في تصميم سد بيخمة ولو كان سيحتجز نصف المصمم الحالي لكنه سيكون مشروعا استثماريا إضافة لكونه سد لخزين استراتيجي وكهربائي بالدرجة الأساس، أما منداوة فممكن الحاق بتصميمه عدة نواظم ترفع منسوب المياه خصوصا عند قرية افراز وتوسعة محطات التصفية لتغطي كامل أربيل ومناطق محيطة بها، وهذا سيوفر مياه الآبار كخزين طوارئ.
الإدارة والدراسات الاستراتيجية للسدود:
في المرحلة القادمة نحتاج إلى أساليب مختلفة ومتطورة عن الحالية في إدارة السدود من الناحيتين الفنية والإدارية، فعلى الرغم من أن سد كسد الموصل مثلا يدار بإدارة كفئ ملائمة للظرف متمثلة بمديرها الذي قضى حياته الوظيفية في السد نفسه وهي إدارة مناسبة لواقع الحال وتتماهي مع القساوة الظرفية في إدارة سد كهذا من ناحية إنسانية حيث حافظ على الكوادر التي تقاعدت وفق القانون الجديد بتحويل السكن لأبنائهم العاملين في السد وهذه خطوة ذكية لعمل ما يشبه الآمرة في الجيش بصورة غير مباشرة حيث بإمكانه تفعيل من يبقى منهم في أي وقت يحتاج إلى خبراته ولا أظن أن هنالك من يمانع، وحتى إن غادروا السد فأبناؤهم صلة وصل لا تنقطع بهم، ومع هذا فلابد أن تستغل ظرفية وجود هكذا إدارة لإنشاء مركز للدراسات والتأهيل تتجاوز مشكلة اكتشفت جراء عشوائية التعينات أن البدلاء ندرة وان الظرف يحتاج لعمل منظم في النواحي الفنية المتعددة من استقراء للمعطيات والبناء عليها وتدريب الكوادر بمن تبقى على معاني التقنية في تحشية السدود وليس الأساليب العلاجية وبشكل روتيني وظيفي فالسدود بالذات علم واسع يحوي العلوم ويحتاج أن يحبه العاملون به، فإنشاء مركز دراسات في هذا السد ممكن أن تدرس وتتابع وتضع الحلول وهي تراقب عملية التغيير المناخي وبناء الوسائل الناجعة وأسس التفاهمات ودول الجوار من الذين يتأثرون أو يؤثرون مثل تركيا وايران وسوريا أو ممكن أن يؤثرون ويتأثرون كالأردن ودول الخليج، فتعلم الإدارة لتخرج اناسا تبنى سلوكياتهم على أسس إدارية صحيحة ومطلعة على الإدارة الهندسية والإدارة العامة وعلى الموازنة والتنفيد والاستراتيجية والتكتيك ومعنى الرقابة والمتابعة وتقديم ودراسة وتحليل المعطيات والقراءات لاستخلاص شيء مفيد وليس تقارير روتينية.
إن معالجة الظاهر والظروف لا تأتي بالتشكي والاتهامات والتذمر وإنما تأتي المعالجات من خلال الأساليب العلمية ومراكز الدراسات اهم الأساليب التي نهملها أو نجعل منها نوعا من تحقيق متطلبات الضرورة وتفقد صفة الابتكار بالتقليد، فدول المنبع لا تنتج المياه وإنما نتيجة المناخ والبيئة أصبحت منابع فان شحت الأمطار فستستنزف هي الأخرى ولابد من وسائل جديدة.