مرضى السرطان من أهل نينوى يسافرون الى بغداد وكربلاء من أجل العلاج …!
عراقيون/ازهر صباح
لم تقتصر معاناة المصابين بالأمراض السرطانية في محافظة نينوى، على الآلام الجسدية والنفسية وكذلك الآثار الجانبية التي تسببها العلاجات التي يتلقونها، بل هناك جانب آخر من المعاناة يتمثل بنقص كبير في المواد المختبرية الخاصة بفحص المرضى لتحديد جرعات العلاج التي يحتاجها كل مريض، وبات سكانها البالغ تعدادهم نحو مليوني نسمة يقصدون مدينتي بغداد وكربلاء وأربيل للعلاج والتداوي بفعل تردي البنى التحتية في القطاع الصحي
يقول الدكتور محمد خليل، أحد أطباء مستشفى الأورام والطب النووي في الموصل، لوكالة شفق نيوز “نعاني من نقص كبير في المواد الخاصة بالفحوصات المختبرية التي تُجرى للمرضى قبل وبعد تلقي الجرعات العلاجية والتي في ضوئها يتم تقييم حالاتهم وتحديد كمية الجرعة، ومن دون هذه الفحوصات لا يمكن متابعة المرضى وحالتهم الصحية”.
وأشار إلى أن المرضى “يضطرون إلى إجراء هذه الفحوصات في المختبرات الأهلية وهذا امر يثقل كاهل المرضى”، متسائلا عن مصير حصص نينوى من تلك المواد التي لم تستلمها عدة سنوات أبان سيطرة تنظيم داعش على المحافظة.
وأكد خليل أن على وزارة الصحة “تعويض المحافظة بتلك الكميات حتى تسد الحاجة وتكفي لمصابي السرطان الذين يراجعون المستشفى”.
المصابون بالأمراض السرطانية الذين التقت بهم “وكالة انباء عراقيون”، أشاروا إلى أنهم يتحملون أجوراً باهظة لإجراء الفحوصات المختبرية وشراء العلاج ناهيك عن سفرهم الى محافظات الوسط والجنوب لتلقي العلاج.
يقول وليد احمد، أحد المصابين بالسرطان، من سكنة الموصل، إنه يحمل همّين على عاتقه الأول هو آلام السرطان الجسدية، والثاني ثمن العلاجات والجرعات التي كانت توزع مجاناً قبل 2014 أما اليوم فهو يشتريها على نفقته.
وأضاف أن “كل جلسة علاج تكلف أكثر من 100 الف دينار، وهو مبلغ لا أستطيع تأمينه لذلك يقوم بعض الخيرين بجمع ثمن العلاج”.
اما علي مراد، فيقول انه تلقى أربع جرعات مجاناً ولكنه سيضطر إلى شراء الجرعات الأخرى على حسابه، مشيرا الى ان تعامل الكوادر الطبية معهم “اكثر من جيد لكن ليس بأيديهم حيلة تجاه توفير المستلزمات والعلاجات”.
بدورها تقول عائشة احمد، انها بحاجة لإجراء فحص الغدة وتنتظر منذ عدة أشهر لتوفر الفحص في المستشفيات لكن دون فائدة وهي لا تمتلك ثمن اجرائه في المختبرات الخارجية كونها من طبقة معدمة.
وإن مراكز ومستشفيات مدينة الموصل رصدت ارتفاعاً واضحاً في الإصابة بالأورام السرطانية أعلى من المعدل الطبيعي خلال العامين الماضيين.
ويضاف الى جملة المشاكل هذه مشكلة عدم افتتاح المستشفى الجامعي الذي يحتوي على جهاز الاشعاع ويضطر المئات من المرضى الى اللجوء الى محافظات اخرى وتحمل تكاليف وعناء السفر للحصول على جلسات الاشعاع ورغم الوعود المتكررة من دائرة صحة نينوى وجامعة الموصل بافتتاح هذا المستشفى الا ان الاجراءات الروتينية اخرت هذا الامر حتى الان.