السفيرة الأمريكية أرى “عراقاً يتغير” والموصل من ضمن إهتماماتنا
عراقيون / متابعة
دعت السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوسكي للاطلاع على تقارير حول الزيارة الأخيرة إلى العراق لمديرة مكتب مبادرات الانتقال (OTI) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) إذ يدعم مكتب مبادرات الانتقال أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة من خلال مساعدة الشركاء المحليين على تعزيز السلام والديمقراطية.
وقد قامت مديرة المكتب بزيارة العراق من أجل الاطلاع على التقدّم المُتحقق في المشروعات التي تموّلها الولايات المتحدة في بغداد والموصل والبصرة”.
وتابعت السفيرة الامريكية في حديثها لوكالة شفق نيوز ، ان “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تساعد رواد الأعمال العراقيين من خلال تقديم خدمات تطوير الأعمال لقرابة 6 آلاف رائد أعمال وأكثر من 570 مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم، وقمنا بتسهيل ما يزيد على 400 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية للشركات العراقية في قطاعات الصحة والتصنيع والطاقة النظيفة والتكنولوجيا”.
واضافت ان واشنطن “تتطلع قُدُماً لزيارة وفدٍ من غرفة التجارة الأمريكية إلى بغداد وأربيل قريباً، حيث يمثل الوفد قرابة 50 شركة أمريكية لاستكشاف فرص استثمار مستقبلية وتعزيز القطاع الخاص العراقي وخلق فرص عمل في العراق وتعزيز التجارة”.
اتفاق سنجار
وعندما سئلت رومانوسكي عن موقف واشنطن من ملف سنجار حيث توجد خلافات ومعوّقات أمام تنفيذ اتفاق سنجار وتتصارع أطراف عديدة للسيطرة على تلك المنطقة التي شهدت إبادة جماعية بحق الأيزيديين، قالت ان واشنطن تدعم “التنفيذ الكامل لاتفاق سنجار للعام 2020″، حيث ان الولايات المتحدة تساهم بالدعم المالي لتحقيق الاستقرار في سنجار وتمكين النازحين من العودة طواعية إلى مناطقهم الأصلية، وهو دعم يشمل تجديد المساكن والبنية التحتية للمياه والشوارع وتجهيز المدارس والمستشفيات وتوفير المعدات كما يشمل الحصول على التمويل لمساعدة رواد الأعمال المحليين على إعادة بناء أعمالهم وتزويد المجتمعات بالموارد لدعم العائدين ومساعدتهم ليتسنى لهم إعالة أنفسهم وأسرهم.
لكن السفيرة الامريكية برغم قولها ان الولايات المتحدة ستواصل دعم تنفيذ اتفاق سنجار، الا انه قالت ان “للحكومة العراقية الدور الحاسم في تحقيق الاتفاق للنتائج المرجوة منه”، مضيفة بانه بامكان كل من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان أداء أدوار بناءة من خلال تسهيل عودة النازحين بتعيين قائمقام لقضاء سنجار وإيفاد قوة أمنية قوامها 2500 عنصر من أبناء سنجار وتقليل وجود الميليشيات في سنجار، مؤكدة ان “وجود مثل هذه الجماعات يعوّق الاستقرار المطلوب لعودة النازحين”.
وتعتبر رومانوسكي انه يجب كأولوية إشراك المجتمعات الايزيدية في هذه العملية من قبل بغداد وأربيل، حيث يمثل الأيزيديون غالبية سكان سنجار وأكبر مجموعة بالمخيمات الإنسانية في العراق.
الانسحاب الامريكي؟
وردا على سؤال حول متطلبات واشنطن للانسحاب العسكري نهائياً من العراق، قالت السفيرة الامريكية ان الحكومة العراقية “أجرت تقييماً مفاده أن داعش لا يزال يشكل تهديداً للأمن القومي، على المستوى الإقليمي والدولي، وتتفق الولايات المتحدة مع هذا التقييم، وان رئيس الوزراء السوداني اوضح هذا الموقف في العديد من الخطابات العامة، لاسيّما خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي (لويد أوستن)”.
وتابعت قائلة ان “رئيس الوزراء السوداني والولايات المتحدة على توافقٍ بأن القتال ضد إرهاب داعش لم ينته بعد”.
وقالت رومانوسكي انه “لا يمكن تحقيق تقدّم حقيقي بدون الأمن، وهذا يعني ضمان الهزيمة الدائمة لداعش، وهذه نقطة مهمة لأولئك الذين لا يتابعون القتال ضد داعش: إن القوات الأمنية العراقية تقود القتال ضد داعش هنا في العراق”.
واضافت ان “التحالف الدولي والولايات المتحدة لا يزال في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لتقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات الأمنية العراقية من ضمان الهزيمة الدائمة لداعش. ونعملُ عن كثب في دور استشاري يتوافق مع تطوير قدرات القوات الأمنية العراقية”.
ولهذا، قالت رومانوسكي انه “في ظل التحالف الدولي لهزيمة داعش، تلتزم الولايات المتحدة بمواصلة عملنا مع العراق والشركاء الدوليين لمكافحة تمويل داعش ودعايته وتحركات المقاتلين الإرهابيين الأجانب”.
وذكرت بأن وزير الخارجية الأمريكي (أنتوني بلينكين) ونائب رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية (فؤاد حسين) في المؤتمر الوزاري لهزيمة داعش في الرياض لمراجعة التقدّم المتحقق ومناقشة استمرار شراكتنا في مكافحة الإرهاب.
يذكر ان رومانوسكي زارت الموصل في آذار الماضي 2023، فيما أشارت إلى أن الولايات المتحدة تركز على دعم جهود إعادة إعمار مدينة الموصل. وأعربت عن سعادتها لوجودها في الموصل، مؤكدة أن “الغرض من زيارتها هو بحث موضوع إعادة إعمار الموصل”. وأشارت السفيرة الأمريكية، إلى أن بلادها “تركز على جهود دعم الاعمار في العراق، وتحديداً في نينوى، وتوسيع أطر التعاون في كافة المجالات ضمن الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين، فضلاً عن الدعم الاقتصادي والأمني”.
وقالت رومانوسكي: “نحن على أعتاب مضي 20 عاماً على العلاقة بين البلدين، ونتطلع إلى 20 عاماً مقبلة”، مردفة: “ندرك أن من دون الاستقرار لا يمكن تحقيق أي شيء ونسعى لتوسيع عملنا”.