ما حقيقة فقدان 15 كيلومتراً من زمار؟
عراقيون/ متابعة /ردت وزارة الموارد المائية العراقية، على تقرير لمرصد يفيد بفقدان 15 كيلومتراً من بحيرة زمار، في محافظة نينوى.
مرصد العراق الاخضر، ذكر في بيان له مؤخراً إن “مراصدنا في محافظة نينوى لاحظوا وجود انخفاض مائي في بحيرة زمار، بنسب مختلفة عن السنين الماضية”، مبيناً أن “قسم الاقمار الصناعية بالمرصد، وعبر الصور الصناعية التي رصدها اظهرت اختفاء 15 كم من جسم البحيرة”. المرصد، أوضح في بيانه أن “هذا الاختفاء يعود تاريخه من 2020 الى بداية 2023″، مضيفاً أن “هذا الاختفاء سيسب تداعيات خطيرة على سكان المنطقة وبيئة العراق، التي تعاني من جفاف حاد لانخفاض مناسيب المياه”. الى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية خالد شمال، ان “الامر ليس فقدان 15 كيلومتراً من البحيرة، وانما انخفاض مناسيب المياه في البحيرة، لذلك انسحبت المياه باتجاه العمق بنحو 15 كيلومتراً في منطقة زمار، وخصوصاً باتجاه محطة الاسالة وهو مجرد انخفاض بالمناسيب”. وذكر شمال ان “بحيرة سد الموصل تنتهي في منطقة زمار، وكانت مدينة زمار القديمة ضمن البحيرة وانغمرت، وتم انشاء مدينة زمار الجديدة”، مبيناً أنه “من الطبيعي ان تتناقص المناسيب، بسبب قلة الايرادات”.
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات. يذكر ان وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد العباسي، زار تركيا مطلع شهر اذار الجاري، وعقد اجتماعات مع المسؤولين في أنقرة. ومن ثم زار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تركيا لبحث عدة ملفات حيث أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، (21 اذار 2023) خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السوداني، زيادة الاطلاقات المائية من نهر دجلة لمدة شهر بـ “القدر الممكن”، نحو العراق. وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه. يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي. يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية. وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.