اثيل النجيفي يكتب|دعوى لمناقشة احوال المجتمع السني في العراق
عراقيون/مقالات رأي
(( ٦- نينوى .. اهم التحديات ))
في نينوى مجموعة من التحديات والازمات المركبة سبقت الاحتلال الامريكي للعراق بعقود وانفجرت بعده لتخلق اوضاع غير مستقرة
ففي كل مراحل تاريخ العراق كان يُنظر الى الموصل على انها الاصعب ادارة بين المحافظات العراقية . ولكن الوضع بعد الاحتلال اصبح اكثر تعقيدا . فالاهتمام المحلي تغلب على الاهتمام الوطني بينما بقيت نينوى تختار الضعفاء لتمثيلها . واصبحت نينوى تدار من خارجها اكثر مما تدار من داخلها مما انسحب على طريقة معالجة الازمات
فعلى سبيل المثال الاولوية لاهالي المناطق المتنازع عليها للعيش الآمن وحرية التنقل والتملك والقدرة على العمل وكسب الرزق ولكن في مستوى آخر ما هي الا ورقة تفاوض لاقرار قانون او لنفوذ فصيل وقد تعني تفاوض للحصول على منصب او وزارة
والاولوية لاهالي سنجار في عودة النازحين وخلق جو من التعايش بين اليزيدية والكرد والعرب . ولكنها الان صراع بين البككة ومن يدعمها والدولة التركية والدولة العراقية عاجزة بين الاثنين
وكلما انسحب اهالي نينوى من معالجة ملفاتهم الداخلية كبرت وتحولت الى ازمات لا تعصف بنينوى وحدها بل تعصف بالعراق والمنطقة ولا ابالغ اذا قلت تخلق ازمات دولية كما حدث في مرحلة داعش ويصبح حينها دور اهالي نينوى هامشيا حتى في شؤونهم الداخلية
فاهتمام اهالي نينوى بشؤون محافظتهم ومنع ادارتها من خارجها واجب محلي اولا ولكنه يخدم استقرار العراق والمنطقة .
تواجه حاليا محافظة نينوى ثلاث تحديات :
التحدي الاول – ضعف ثقة الاغلبية العربية السنية داخل نينوى بنفسها وقدرتها على المساهمة الفاعلة في ادارة محافظتها
التحدي الثاني – مجموعة ازمات تتركز في عدة بؤر من نينوى جعلتها ميدان صراع لجهات من خارج المحافظة .
التحدي الثالث – الفساد وضعف المنظومة الادارية في نينوى سواء في ادارة الدوائر الخدمية . او في ادارة المؤسسات الماسكة لمنظومة الدولة وتعدد الفاعلين ما دون الدولة
وكل واحد من هذه التحديات الثلاثة يحتاج الى راي عام داعم ثم بعد ذلك جهود لاعادته الى المسار الصحيح .. وهذا ما ساتحدث عنه في مقالات لاحقة