جفاف يُنذر بكارثة إنسانية في العراق خلال الصيف المقبل
عراقيون/ يُحذّر مختصون في مجال المياه، من كارثة إنسانية مقبلة قد يتعرّض لها العراق خلال الصيف المقبل، نتيجة النقص الحاد في هطول الأمطار طيلة فصل الشتاء الذي شارف على الانتهاء داخل الأراضي التركية، ما أثر سلباً على معدلات تدفق الأنهار خاصة في ولاياتها الجنوبية.
وكشفت خريطة نشرتها المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية، أول أمس الأحد، حجم الجفاف الذي يضرب كل ولاية، وهو ما أثار المخاوف من مخاطر جفاف كبيرة تنتظر العراق الذي يعتمد على الإطلاقات المائية من السدود التركية لاسيما تلك المشيدة على نهر دجلة.
موقف صعب
يؤكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، أنه “في هذا الموسم، كانت الأمطار المتساقطة في أعالي حوضي دجلة والفرات قليلة مقارنة بمنطقة وسط وجنوب العراق، إذا ما قورنت بالمعدلات العامة للأشهر الأولى من السنة المائية الحالية”.
ويشير شمال خلال حديثه لعراقيون، إلى أن “هذا سيصعّب الموقف بخصوص زيادة الإطلاقات المائية باتجاه العراق إذا ما استمر الحال للأشهر المتبقية من الموسم الشتوي”.
وتعرض نهري دجلة والفرات في محافظتي ميسان وذي قار جنوبي العراق، إلى جفاف غير مسبوق رغم عدم حلول فصل الربيع فضلاً عن الصيف.
وأظهرت صور لنهر دجلة في محافظة ميسان، السبت الماضي، تعرضه لحالة جفاف “مرعبة”، لم يشهدها سابقاً، الى حد قيام مواطنين بعبور النهر سيراً على الأقدام.
“الكل مقصّر”
من جهته يقول عضو لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية، ثائر مخيف، إن “الجميع مقصّر في ملف المياه، في ظل استهداف وقطع جائر للمياه من قبل دول المنبع تركيا وإيران على حد سواء، وأن 70% من المياه تأتي من تركيا التي قطعت المياه وأنشأت 22 سداً وأخطرها الاروائية”.
ويوضّح مخيف، لعراقيون، أن “السدود تُقام لثلاثة أغراض، أولها للطاقة الكهربائية، وهذه لا تًؤثّر على الجانب الآخر، والثاني لتخزين المياه، وهذه تأثّيرها آني لكن يأتي يوم وتمتلئ هذه الخزّانات ومن ثم تضطر إلى إطلاق المياه إلى الجانب الآخر، والثالث هي الاروائية التي أقيمت مؤخّراً، والتي تتمثل بقطع نهر وتحويل مجراه إلى مناطق أخرى”.
ودعا النائب إلى ضرورة أن “يكون هناك تخطيط مسبق من خلال إقامة مشاريع من شأنها أن تُعالج أزمة المياه، وأن تستثمر وزارة الموارد المائية الأموال بتحويل وسائل الري إلى المغلق والري بالرش والتنقيط للحد من هدر المياه، خاصة وأن البلاد مُقبلة على حالة خطرة في العام المقبل”.
وكان الرئيس العراقي، عبداللطيف رشيد، شدد، السبت الماضي، على ضرورة طرح موقف العراق المائي والمشكلات الناجمة عن شح المياه والتغيرات المناخية والاتفاق مع دول الجوار على تقاسم الضرر، خلال مؤتمر نيويورك للمياه المزمع عقد مطلع شهر آذار المقبل.
العراق على شفا كارثة
يؤكد خبير الإستراتيجيات والسياسات المائية، رمضان حمزة، أن “أزمة المياه في العراق مُزمنة، ونتيجة لما مرَّ به العراق خلال الفترة السابقة من حربين وعقد من الحصار وتغيير في النظام، بات موقفه ضعيفاً أمام دول الجوار التي تُقدّم مصالحها السياسية قبل الإنسانية والقانونية وحسن الجوار”.
ويؤكد حمزة، لوكالة شفق نيوز، أن “هذه الأزمة نبهّنا عليها منذ سنوات، بأنها سوف تتفاقم، وفعلاً حدث ذلك، حتى بات العراق أمام مفترق طرق، بمقايضة النفط مقابل المياه، والعراق سوف يرضخ باعتباره تعدّى مرحلة الأزمة ووصل لمرحلة المعضلة كما حصل عام 2018، وحالياً هو على شفا كارثة إنسانية لا تُحمد عقباها”.