ذي قار تعرض “قبلة الحج المسيحي” للاستثمار
عراقيون-متابعة أفادت الحكومة المحلية لمحافظة ذي قار، بأنها عرضت مدينة أور التاريخية للاستثمار، مشيرة الى انها ستكون “قبلة للحج المسيحي”. و ذكر معاون محافظ ذي قار فيصل الشريفي في بيان صحفي تابعته عراقيون ان “محافظة ذي قار حددت ثلاث دوائر لمدينة أور التاريخية، وكل دائرة تضم 500 دونم لتشييد وبناء المدينة الحديثة، والتي ستحتوي على فنادق وقاعات وشارع دولي ومسرح وبنى تحتية أخرى”. واوضح الشريفي ان “احد المسيحيين، وبعد زيارة البابا، تبرع ببناء كنيسة ومسجد وقاعة دينية في المدينة التاريخية”، موضحاً أنه “وقبل ثلاثة اشهر تم وضع حجر الاساس للكنيسة، والعمل جار فيها”. في شهر آذار 2021 قام البابا فرانسيس بزيارته الأولى للعراق. معاون محافظ ذي قار، فيصل الشريفي، اشار الى ان “مدينة اور اصبحت قبلة للحج المسيحي، وتضم بيت النبي ابراهيم، لذا ستكون عاصمة العراق الدينية مع المراقد المقدسة الاخرى في باقي المحافظات”، مؤكداً أن “كل ذلك يصب في ميدان السياحة الدينية”. ونوه الشريفي الى ان “مدينة أور الاثرية والزقورة وغيرها تعد رافداً جديداً للاقتصاد في المحافظة، والذي ستعتمد عليه في السنوات القادمة بالاضافة الى الموازنات التي ستخصصها الحكومة الاتحادية لذي قار”، مردفاً ان “جامعة بغداد استكملت التصاميم لمدينة اور الاثرية، وننتظر احالتها الى الاستثمار كي تكون مدينة متكاملة”. الشريفي، أوضح ان “الحكومة المحلية اوصلت الخدمات الى مدينة اور من حيث الماء والشوارع والكهرباء وباقي الخدمات ضمن الموازنات المحلية”، مضيفا ان “الحكومة المحلية لا تملك الامكانية للقيام بانشاء المدينة، لذلك صار التوجه نحو الاستثمار كما قال معاون محافظ ذي قار ان “اماراتيين وسويديين يريدون الاستثمار في مدينة أور التاريخية، وهي لحد الآن مطروحة كفرصة استثمارية”
يشار الى ان أُور هو موقع أثري لمدينة سومرية تقع في تل المقير جنوبي العراق، وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد، وكانت مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر الفرات في الخليج قرب أريدو إلا أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية، وتقع حاليا على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوبي العراق، وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. يُعتقد أن النبي إبراهيم وُلِد فيها، واشتهرت المدينة بمبنى الزقورة التي هي معبد للآلهة إنّيانا آلهة القمر حسب ما ورد في الأساطير (الميثولوجيا) السومرية، وكانت تحتوي على 16 مقبرة ملكية وكان بكل مقبرة بئر، وعند موت الملك يدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته، وكان للمقبرة بنيان يعلوه قبة. مدينة أور كانت مدينة مسكونة منذ فترة العبيد حيث كانت القرى عبارة عن مستوطنات زراعية، ولكنها أصبحت مستوطنة كبيرة مع حاجة هذه المدن إلى مستوى أعلى من حيث السيطرة على الري في أوقات الجفاف، وفي الفترة 2600 قبل الميلاد. وخلال حكم السلالة الثالثة في الفترة المبكرة ازدهرت أور من جديد، وأصبحت المدينة المقدسة للآلهة إنّيانا، وفي النهاية سيطر ملوك مملكة أور على الدولة السومرية، ويقال أنها كانت موطن النبي إبراهيم. حصّن أهل سومر مدينة أور وجعلوها عاصمة لدولتهم، وبنوا فيها مباني دائمة من الطوب المحروق، كما بنوا المعابد لآلهتهم والتي تعبر عن رفاهية المدينة، وكان للمدينة ميناء للتجارة، وسكانها يقسم إلى قسمين: قسم يسكن المدينة والثاني عبيد أو خدم يفلحون الأرض ويعيشون في القرى الريفية المحيطة بها، وتقدمت مهنتي التجارة والصناعة ثم أصبحت أور المدينة العاصمة مدينة قيادية في المملكة السومرية.