توجيهات ولقاءات سرية.. وسائل إعلام تكشف عن مساعي بريطانيا لإعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
طلب رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك سرا من كبار الوزراء والمسؤولين “إعداد خطط” لإعادة بناء علاقات لندن مع الاتحاد الأوروبي، حسبما نقلت وكالة “بلومبرغ” عن وزراء ومسؤولين أمس السبت.
وذكرت “بلومبرغ” أن كبار موظفي حكومة سوناك يعملون على صياغة مقترحات بشأن كيفية عمل بريطانيا بصورة أوثق مع دول الاتحاد في مجموعة من المجالات مع التركيز على الدفاع والهجرة، وما يعرف بفن الحكم الاقتصادي، الذي يشمل قضايا من قبيل التجارة والطاقة والمعايير الدولية.
واعتبر مسؤول بريطاني أن هذا التغير في استراتيجية المملكة المتحدة تجاه أوروبا “ليس اعترافا بفشل “بريكست”، وإنما انعكاسا لواقع متغير”، لا سيما في ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية.
من جهتها، أفادت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية السبت بأن ممثلي حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا بحثوا مع حزب العمال المعارض وممثلي قطاع الأعمال وحلف الناتو إمكانيات التقارب مع الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال المناقشات التي عقدت سرا في ديتشلي بارك غرب لندن يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وحسب “أوبزيرفر”، فإن المناقشات التي عقدت تحت عنوان “ما الذي يمكننا وجيراننا الأوروبيون فعله لجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر فعالية؟”، حضرها ممثلو كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين في المملكة، سواء مؤيدين ومعارضين لـ”بريكست”، وكبار رجال الأعمال والمصرفيين والدبلوماسيين وخبراء الدفاع.
واعترف وزير الإسكان البريطاني مايكل بوجود “نواقص” في انسحاب المملكة من الاتحاد الأوروبي، لكنه أصر على أن هذا القرار كان صحيحا على المدى الطويل. ووفقا للتقرير، فقد اعتبر “بعض المشاركين على الأقل” أن “المملكة المتحدة لم تجد بعد طريقها إلى الأمام خارج الاتحاد الأوروبي، وأن “بريكست” أصبح “عائقا” أمام نموها و”يكبح قدرات المملكة المتحدة”.
وبينما أكدت أوراق الاجتماع أن “العودة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي لن تكون على جدول الأعمال”، شددت على أن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة “لديهما مصالح مشتركة في احتواء العدوان الروسي، وتطوير مصادر جديدة للطاقة وبناء شركات التكنولوجيا الكبرى مع قاعدة رأسمالها في جانبنا من المحيط الأطلسي، وليس فقط في الولايات المتحدة”، وكذلك المصالح الدفاعية المشتركة.
واعتبرت الصحيفة أن طبيعة اللقاء، الذي جمع ممثلين عن كلا الحزبين ومسؤولين رفيعي المستوى، “تعكس اعترافا متزايدا بين السياسيين في الحزبين الرئيسيين، وكذلك قادة الأعمال وموظفي الخدمة المدنية، بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في شكله الحالي يضر باقتصاد المملكة المتحدة ويقلل من تأثيرها الاستراتيجي في العالم” .