تحذير جيولوجي.. العراق والدول المحيطة به في دائرة الخطر الزلزالي
عراقيون/ تحول الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في ساعات الفجر الأولى في السادس من شهر شباط/ فبراير الجاري، من كارثة طبيعية أودت بحياة الآلاف وتسبب بإصابة وتشريد عشرات الآلاف، إلى ما يشبه ناقوس خطر يتردد صدى تحذيره في دول منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وفي حوار مطول أجرته وكالة “فرانس برس” للأنباء، مع أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل عطا إلياس، أطلعت عليه وكالة شفق نيوز قال في جزء منه: “كل الدول العربية تقريبا مهدد بالزلازل، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، السعودية، اليمن، سلطنة عمان، الإمارات، الكويت بدرجة ما”.
كل دول المنطقة مهددة بالزلازل
واستدرك “تتفاوت مخاطر الزلازل بهذه البلدان من منطقة لأخرى، خاصة البلدان الكبيرة مثل السعودية، حيث أن منطقة الرياض هي نسبيا بمنأى عن هذا الخطر، وإنما المنطقة الغربية عند جدة وسواحل البحر الأحمر هي منطقة زلزالية بامتياز وبركانية أيضا. كما أن المنطقة الشرقية هي كذلك معرضة للزلازل التي قد تتولد من (منطقة الانغماس) الموجودة على طول شاطئ العرب الشرقي تحت الساحل الإيراني”.
وتابع “هذه المنطقة (شاطئ العرب الشرقي) قد تتولد فيها زلازل كبيرة وضخمة جدا تتأثر بها كل دول الشاطئ الغربي لخليج العرب يعني من الكويت والعراق إلى منطقة سلطنة عمان وما بينهما من مناطق”.
خطر العراق الشرقي
وأوضح إلياس “العراق في قسمه الشرقي معرض لخطر الزلازل. ولبنان بالنظر لصغر حجمه هو منطقة زلزالية بامتياز. فلسطين أيضا. الأردن في منطقته الغربية عند غور الأردن والبحر الميت وهي منطقة فوالق وصدوع كبيرة”.
وأشار إلى أنه “في شمال القارة الأفريقية، يتفاوت الخطر الزلزالي من بلد لآخر. مصر معرضة للزلازل في منطقة شرق القاهرة وأيضا على حدود البحر الأحمر وخليج سيناء، إنما الساحل الشمالي هو معرض بدرجة أقل لبعده عن الخطوط الزلزالية التي توجد شمال البحر الأبيض المتوسط”.شمال افريقيا
وأردف إلياس بالقول “ليبيا لديها بعض البراكين وليس فيها خطر الزلازل، لكن يمكن أن يأتيها من ارتجاجات نتيجة زلزال في اليونان أو إيطاليا”.
وأضاف “تونس نفس الشيء. الجزائر لها فوالق قريبة من شاطئها الشمالي بينما الداخل الجزائري هو بمنأى عن ذلك. المغرب معرض بقوة للزلازل بسبب الفوالق الموجودة فيه، ومن ثم، بلدان الساحل وهي معرضة بشكل أقل وتمتد من موريتانيا حتى السودان”.
الاستعدادات العربية للزلازل
يقول الخبير الجيولوجي “ليس لديّ معطيات عن كل دولة بشأن استعداداتها لمقاومة الزلازل، لكن أعرف أن البلدان العربية التي تتحضر لخطر الزلازل هي قليلة جدا. الأردن متقدم في هذا الموضوع. كذلك الإمارات حديثا أسست لنظام بناء مقاوم للزلازل. قطر أيضا. السعودية بدرجات. الجزائر لديها تاريخ في الزلازل لكن أعتقد أن الجهود المبذولة بهذا الخصوص غير كافية. بالإجمال الدول العربية غير مستعدة بدرجة كافية لحدوث زلازل وتفادي مخاطرها”.
الحيوانات تتنبئ بالكوارث الطبيعية
وبشأن فيديو انتشرت قبل وقوع الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، يُظهر سلوكاً غريباً للطيور قبل وقوع الكارثة، بحسب ما كتب ناشروا الفيديو، قال الخبير إلياس “يمكن للحيوانات عموما أن تشعر بالموجات الزلزالية التي تكون قد انطلقت من نقطة زلزالية قبل وصولها إلى المنطقة التي تتواجد فيها، فهي تسمع الأصوات التي تحدثها هذه الموجات، لأن حاسة سمعها أقوى من حاسة سمع الإنسان. لذلك تتفاعل مع هذه الأصوات قبل وصولها بالقوة القصوى إلى الإنسان”.