“أهملت ما تنتجه روسيا”.. “شهية” الصين مفتوحة نحو نفط الشرق الأوسط وخطر يتهدد امداداتها
عراقيون / كشف تقرير اقتصادي، اليوم الجمعة، عن اعتماد الصين على نفط الشرق الاوسط ومنه العراق بشكل “مفرط”، وفيما بيّن أن أي ضعف للصين سيجعل العالم “ضعيفاً” بسبب اعتماده على عدد كبير من المنتجات الصينية، أكد أن هناك “ضغطا وخطراً” جيوسياسي يتهدد بكين بسبب اعتمادها على المنطقة للحصول على النفط وأي تغييرات فيها سيؤثر على الإمدادات النفطية.
وقال موقع “ياهو” المتخصص بالأخبار الاقتصادية في تقرير نشرته وترجمته وكالة انباء عراقيون أن “اعتماد الصين على النفط القادم من الشرق الأوسط، بما في ذلك من العراق، سيظل مفرطاً بدرجة كبيرة، وهو ما ستكون له تأثيرات كبيرة على أسواق النفط والأوضاع الجيوسياسية”.
ولفت التقرير الاقتصادي الى “تزايد اعتماد الصين على النفط من الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية”، مبينا أنه “بسبب اعتماد الكثير من دول العالم على الصين من أجل الحصول على عدد كبير من المنتجات، فإن ضعف الصين هو أيضا نقطة ضعف للعالم، وهي مخاطر ستظل قائمة الى حين تتمكن بكين من ايجاد طريقة لتنويع الجهات الموردة لها”.
ونقل التقرير عن دراسة تعود الى العام 2021، تشير إلى أن “الاعتماد الصيني على نفط الشرق الاوسط يتزايد، وأن الصين تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم، اذ انها تشتري أكثر من 70 % من إمداداتها من الخارج، بعد ان تغلبت على موقع الولايات المتحدة في هذه المكانة منذ العام 2017”.
واوضح التقرير ان “نحو نصف هذا النفط مصدره من الشرق الأوسط بنسبة 47% في العام 2020 وتعادل قيمته 176 مليار دولار، حيث كانت السعودية المورد الرئيسي لهذا النفط وزودت الصين بحوالي 15.9 % من إجمالي وارداتها من الخام خلال العام 2020 بما قيمته 28.1 مليار دولار”.
واضاف التقرير ان “العراق وعمان والكويت والإمارات هي من بين الدول الاخرى الموردة للصين من منطقة الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن “الصين تحايلت على عقوبات إيران بهدف استيراد النفط من هذه الدولة الغنية بالنفط”.
واستعرض التقرير ما وصفه بأنها محاولات الصين القائمة منذ سنوات من أجل تعزيز إنتاجها الخاص من النفط من اجل الحد من اعتمادها على الموردين الخارجيين، بالاضافة الى تنويع مزيج الطاقة لديها من خلال الاستثمار بشكل كبير في موارد الطاقة المتجددة.
ولفت التقرير إلى أن “شركة الصين الوطنية للنفط البحري التي تملكها الدولة حققت مستويات قياسية من إنتاج النفط والغاز مؤخرا، وجنت أرباحا كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة”، مضيفا أن “هذا النجاح تحقق بعد اطلاق استراتيجية الأعمال وخطة تطوير تعتبر بمثابة خريطة طريق تشتمل على خطط توسيع إنتاج النفط والغاز على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مع زيادة الاستثمارات في الطاقة الخضراء”.
الا ان التقرير اوضح انه “رغم النتائج القوية التي تحققت، إلا أن الصين لا تنتج ما يكفي من النفط بما يلبي احتياجات سكانها وأنشطتها الصناعية الاخذة بالتوسع سريعا”.
وبهذا الصدد، ذكر التقرير أن “اعتماد الصين على نفط الشرق الاوسط ازداد بشكل كبير خلال الربع الأول من العام 2022، وذلك بعد انخفاض الواردات من روسيا والبرازيل، وارتفاع واردات الولايات المتحدة من نفط الشرق الأوسط بنسبة 4.8٪ الى 5.6 مليون برميل يوميا، لتصل الى 53.8٪ من حصة السوق في الربع الأول”.
وتابع التقرير أنه “على الرغم من توفر أسعار النفط المنخفضة من جانب روسيا الا ان الصين خفضت وارداتها الروسية خشية تأخر الشحن بسبب استمرار الحرب الروسية-الاوكرانية. اما بالنسبة الى اوروبا فإنها تعتبر ثاني أكبر مورد نفطي للصين حيث توفر لها أكثر من 30 % من إمداداتها، ثم تأتي أفريقيا وامريكا الجنوبية وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية”.
وذكّر التقرير بـ”زيارة الزعيم الصيني شي جين بينغ مؤخرا الى السعودية لاول مرة منذ حوالي سبع سنوات بهدف ترسيخ العلاقات في مجال الطاقة، كما التقى العديد من زعماء الشرق الأوسط للبحث في مستقبل امدادات النفط”، مشيرا الى ان “هذه الزيارة أظهرت أن الصين تعتزم الحفاظ على علاقاتها الوثيقة مع السعودية لضمان امنها في مجال الطاقة، كما كشفت عن خطط لتوسيع شراكة الطاقة بين الدولتين، وتطوير مبادرة الحزام والطريق الصينية في المنطقة”، مذكرا بأن الصين لا تزال الشريك التجاري الأكبر للسعودية.
إلا أن التقرير اشار أيضا الى “القلق من أن هذا الاعتماد القوي على منطقة واحدة، يمكن ان يجعل الصين معرضة لمخاطر وهو ما سيؤثر على بقية العالم الذي يعتمد على الصين في العديد من المنتجات”.
وأوضح التقرير ان “تقييد حصص التصدير التي ادخلتها منظمة أوبك أثارت إدانة من جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بهيمنة السعودية على أسواق النفط العالمية”، مبينا ان “هذه التخفيضات في إنتاج النفط، يمكن أن تشكل تهديدا لامدادات الصين”.
وتابع أنه فيما قد لا يكون الرئيس الصيني موافقا على قرار السعودية بتخفيض إنتاج النفط، فان اعتماد الصين الكبير على نفط “اوبك” يعني انه يتحتم على بكين الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أجل ضمان مستقبل إمداداتها النفطية.
وتابع التقرير أن “هناك نقطة ضعف أخرى بالنسبة للصين وهي الوسيلة التي تحصل فيها على إمداداتها النفطية من الشرق الأوسط، وذلك من خلال الاعتماد بشكل رئيسي على ناقلات النفط في ظل عدم وجود بنية تحتية لشبكات خطوط الانابيب”.
وبعد الاشارة الى التوتر الصيني -التايواني، قال التقرير إنه “يتحتم على ناقلات النفط التابعة لها المحيط الهندي عبر مضيق ملقا وصولا الى بحر الصين الجنوبي، وهو ما يعني أن اي عقوبات او حصار يفرض على سفن الشحن المتجهة الى الصين، ستشكل تهديدا لامدادات الصين من الطاقة”.
وختم التقرير بالقول إن “اعتماد الصين الكبير على الشرق الاوسط بالنسبة الى إمداداتها النفطية، سيظل باقيا موجودا خصوصا بعد زيارة الزعيم الصيني الى السعودية مؤخرا”، الا ان اعتماد الصين على المنطقة للحصول على النفط قد يجعلها عرضة للضغط الجيوسياسي، ومرتبطة بأوبك لضمان أمن الطاقة لديها”.