“حيلة خبيثة” من “البنتاغون” لخدمة القوات المسلحة الأوكرانية.. ولكن هل تنجح؟
وعدت الولايات المتحدة أوكرانيا بمجموعات JDAM التي تحول الذخائر التقليدية إلى ذخائر عالية الدقة، لكن القوات الأوكرانية ربما ستواجه بعض المشكلات عند استخدامها لهذا المنتج الجديد.
ما هي الـ JDAM ؟
تسمى بـ “قنبلة الهيكل الخارجي”، أو تحديدا هي Joint Direct Attack Munition، أو “الذخيرة الموحدة للهجوم المباشر على الهدف”، وهي سلاح يحول القنبلة من قنبلة سقوط حر إلى قنبلة موجهة، وللقيام بذلك، يتم توصيل الأجنحة بمنتصف المقذوف، وكتلة بدفات ديناميكية هوائية بالذيل، علاوة على جهاز كومبيوتر صغير مزود بمعدات ملاحة.
وقد قامت بهذا التطوير شركة “بوينغ” لقنبلة GLSDB، وهي قنبلة جوية “ذكية” تم تكييفها للإطلاق من الأرض، لكنها تصلح للقذائف الخفيفة فقط. أما JDAM فتصلح للقنابل الثقيلة، حيث قامت الولايات المتحدة بتركيب هذا النظام على Mark-82 وMark-83 وMark-84 بأوزان 227 و454 و907 على التوالي.
والميزة البارزة لـ JDAM هي رخصها النسبي، حيث يصل ثمن الجهاز الواحد حوالي 24 ألف دولار، وبطبيعة الحال يمكن أن يكون سعر التصدير للمنتج أغلى بضعفين أو ثلاثة أضعاف.
في البداية، سمحت JDAM للذخيرة بالمناورة داخل دائرة نصف قطرها 30 كيلومترا، وفي التعديلات الأكثر حداثة تم تحسين هذا الرقم إلى 70-80 كيلومترا، ومن غير المعروف أي إصدار ستحصل عليه كييف.
تختار الذخيرة الهدف بفضل نظام التوجيه بالقصور الذاتي جنبا إلى جنب مع نظام تحديد المواقع العالمي GPS، كما يمكن أيضا تعيين الإحداثيات على الأرض، ونادرا ما يتجاوز الانحراف عن الهدف أكثر من 10 أمتار.
وبالفعل استخدم سلاح الجو الأمريكي في يوغوسلافيا قاذفات B-2 Spirit من قاعدة وايتمان، حيث أسقطت أكثر من 650 قنبلة بـ JDAM، أصابت 87% منها أهدافها.
لكن الحملات اللاحقة في أفغانستان والعراق أثبتت أن هذا النظام غير مناسب لتدمير الأجسام المتحركة، فتم حل هذه المشكلة من خلال LJDAM باستخدام محدد الليزر، الذي يسمح بالتحكم بالمقذوف في الجزء الأخير من المسار.
ولم يتم اختبار JDAM في الظروف المناخية لأوروبا الشرقية، حيث يقول خبير الطيران الروسي، فلاديمير كارنوزوف، إن طبيعة الأعمال العدائية في أوكرانيا مختلفة، إضافة إلى أن الولايات المتحدة معتادة على استخدام هذا النظام من خلال سيطرتها على المجال الجوي، أما في حالة كييف، فإن الجيش الأوكراني لا يمتلك طائرات مماثلة ولا أنظمة دفاع جوي حديثة.
ويعتقد الخبير أن “الطيران الأوكراني غير قادر على مساعدة القوات على الأرض بفاعلية، حيث نلاحظ الطلعات الجوية الفردية، والتي يتم فيها إسقاط أي شيء يرتفع في الهواء على الفور، لذلك لن يتمكنوا من استخدام مثل هذه القنابل بشكل مكثف”.
فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي حصلت أوكرانيا على أسطول كبير من الطائرات العسكرية، كان أساسه المقاتلات من طراز “ميغ-29” التي تم تطويرها في السبعينيات من القرن الماضي. كان هناك ما يصل إلى 200 مقاتلة من هذا الطراز وحده، ولكن سلطات كييف باعت غالبيتها تقريبا إلى الخارج، كما وذهب جزء من هذه المقاتلات التي كانت موجودة على أراضي شبه جزيرة القرم إلى روسيا، بعد اعادة انضمامها إلى روسيا عام 2014.
نتيجة لذلك، ووفقا للدليل السنوي للقوات الجوية العالمية الصادر عن Flight Global، يتكون الأسطول الجوي الأوكراني من:
43 مقاتلة من طراز “ميغ-29”
12 مقاتلة من طراز “سو-24”
17 مقاتلة من طراز “سو-25”
26 مقاتلة من طراز “سو-27”
ثم تم إدراج ست طائرات أخرى من طراز “سو-27” و8 طائرات أخرى من طراز “ميغ-29” كطائرات للتدريب.
منذ الربيع، تلقت القوات المسلحة الأوكرانية بعض الطائرات من البلدان الأعضاء السابقين في حلف وارسو، إلا أن كييف تريد طائرات أمريكية من طراز “إف-16” على أقل تقدير، أو كحل نموذجي، أحدث طرازات “إف-22″ و”إف-35”.
من جانبها، ترفض واشنطن تسليم كييف مثل هذه الطائرات بسبب صعوبات تدريب الطيارين المعتادين على التكنولوجيا السوفيتية، من بين أمور أخرى.
كما يتم إسقاط الطائرات الأوكرانية بانتظام من قبل المقاتلات الروسية وقوات الدفاع الجوي الروسية، حيث فقدت كييف، في الأسبوع الماضي وحده، وفقا للمعلومات الرسمية، 4 طائرات من طراز “ميغ-29″، وطائرتين من طراز “سو-25″، وهو ما يعني أن أوكرانيا ببساطة لا تملك عددا كافيا من الطائرات لتوصيل القنابل المجهزة بـ JDAM.
كما أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تصبح القنابل “ذكية”، فيما لم يتم تصميم الأجهزة لنماذج مختلفة من المعدات والذخيرة التي عفا عليها الزمن.