فواز الطيب يكتب|تحييد الخلافات السياسية نجاح لأي عملية تكاملية
عراقيون/ مقالات رأي
التكاملية في العمل السياسي والمجتمعي ينظر اليها في عالمنا الشرقي بمعادلات ومصفوفات غير منتظمة وغير قابلة للتجانس خوفا من الذوبان في خصوصيات وثقافة الآخر التي قد تمحي هويته وثقافته وقيمها المتوارثة .
وهذه أحد العقد الثقافية الإجتماعية التي أورثتنا تخلفا في العمل السياسي المجتمعي وانتجت لنا المزيد من الإحتقانات القومية والطائفية والإثنية نتيجة عدم تقبلنا لبعضنا البعض وللآخر الذي لا يخلو من أفكار إيجابية .
وهذه العقدة فايروس منتشر في أي عمل جماعي يمارس في مجتمعاتنا نتيجة الفردية وحب الذات وعدم تقبل وإحترام الرأي الآخر ، مع عدم الإستعداد لتقديم أي تنازلات خاصة من أجل المصلحة العامة .
ونظرة فاحصة للتجربة التي عشناها ما بعد أحداث 2003 ، لم نلحظ أي إفرازات لعمل جماعي تكاملي من خلال مشتركات وظيفية تجمع كيانين مختلفين في بعض التفاصيل الثقافية لخصوصيات العمل ، ولم نشهد أي تشارك وتعاون في المشتركات العامة التي تعمل على تنمية المسؤولية الفردية والمسؤولية الجماعية ، ويساعد على تبادل الأفكار واحترام آراء الآخرين من خلال جميع النشاطات السياسية والمجتمعية كمؤسسات ومنظمات مجتمع مدني أو حتى من خلال الفرق الشبابية التطوعية .
ولهذا أصبح من الحتمي علينا أن نعيد ترتيب أفكارنا بمنهجية واضحة للعمل التعاوني التشاركي ، سياسيا ، وإقتصاديا ، وإجتماعيا ، من خلال التأشير على الأخطاء التي أرتكبناها في التجارب السابقة لأعمالنا ، وإصلاح مساراتها بعقلية تكاملية تذيب الفوارق والتناقضات فيما بيننا .
ومن خلال تجارب الأمم للعمل التكاملي وتطبيقاتها للنهج الوظيفي نجدها تمكنت من النجاح من خلال حل معضلتين أساسيتين ، الأولى تحييد الخلافات السياسية وعزل تأثيراتها السلبية المحتملة في العملية التكاملية لأي عمل ، والثانية بناء مؤسسات فعالة قادرة على إدارة بناء العمليات التكاملية .