كورد إيران متخوفون من هجمات طهران: لا نؤيد انفصالاً ونريد حلا سلميا
عراقيون / رصد موقع ميدل إيست آي” البريطاني أجواء القلق السائدة بين فصائل كوردية ايرانية إزاء احتمالات استمرار الهجمات الايرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع مفترضة لها في اقليم كوردستان، واحتمال تحولها الى عملية برية، برغم الشكوك حول هذا الخيار، فيما تؤكد هذه الفصائل أنها لا تتدخل في الاحتجاجات الجارية داخل ايران، وتبدي استعدادها للبحث عن حل سلمي للأزمة.
وبداية ذكر التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة انباء عراقيون ؛ ان قواعد الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني اخليت، موضحا أن السكان واللاجئين الكورد الإيرانيين في مدينة كويا، البعيدة عن الحدود الايرانية قرابة ساعتين ونصف الساعة بالسيارة، يشعرون بالقلق من أن الهجمات الايرانية الاخيرة بالطائرات المسيرة والصواريخ لم تنته.
ونقل التقرير عن القيادي العسكري في الحزب الديمقراطي الكوردستاني كارو راسولي قوله بالقرب من القلعة التي أخليت وكان تستخدم كقاعدة للحزب، أن “التهديدات والهجمات مستمرة”، مضيفا ان القوات الايرانية بما فيها قوات برية والوحدات الصاروخية احتشدت على الحدود، خاصة خارج مدن سردشت وبانيه وبيرانشهر وفي منطقة هورامان.
ولفت التقرير إلى أنه في موقع لا يبعد كثيرا عن هذا الحصن الجبلي الذي كان بمثابة مقر للكورد منذ العام 1993 وخلال أيام صدام حسين، تتواجد مقبرة تضم جثامين العشرات من ضحايا الهجمات الايرانية.
وأشار راسولي إلى أنه في هذا المعسكر والملجأ، قتلت سيدة تبلغ من العمر 65 عاما، مضيفا أن “هذه مناطق مدنية قصفها الحرس الثوري الإيراني”.
واوضح التقرير ان الهجمات الإيرانية أدت الى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا واصابة 58 آخرين في هجوم جرى في 28 سبتمبر/ايلول مستهدفا القلعة، بينما ادى هجوم 14 نوفمبر /تشرين الثاني الى مقتل 3 اشخاص واصابة 10 آخرين. أما هجمات 20 نوفمبر/تشرين الثاني، فقد ادت الى مقتل شخص واصابة 10، في حين أن هجوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني، من خلال الطائرات المسيرة على مواقع لحزب الحرية الكوردي بالقرب من أربيل وكركوك، لم يؤدي الى وقوع اصابات.
مشكلة في داخل إيران
ولفت التقرير الى حركة الاحتجاجات التي تشهدها ايران منذ ايلول/سبتمبر الماضي، موضحا أن المشكلات الداخلية هذه تثير “العدوان” في الخارج، وأن الصحافيين ممنوعون من زيارة المناطق المحيطة بكويا في ظل القلق من احتمال أن تجدد إيران هجماتها، رغم المحادثات التي جرت بين حكومتي العراق وايران حول أمن الحدود.
وفي حين اشار التقرير الى ان الحرس الثوري استخدم عدة انواع من الصواريخ على كويا، بما في ذلك صواريخ “فاتح 360″ و”فاتح 110” و “شاهد 136″، نقل عن راسولي قوله انه تتوفر لديهم معلومات بأن الحرس الثوري قد نشر صواريخ “ذو الفقار” في منطقة كرمانشاه.
وتحدث القيادي العسكري الكوردي عن أنه تم تقديم عينات من الطائرات المسيرة والصواريخ الايرانية للاطراف التي قامت بتفقد المنطقة بما في ذلك لجهات في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والالمان، مضيفا انه يأمل أن يؤدي ذلك الى تعاون رسمي واكثر جدية.
وفي حين لفت التقرير الى ان ايران لوحت بشن هجوم بري عبر الحدود في حال لم يتم اغلاق مواقع المعارضة الكوردية الايرانية المسلحة من جانب حكومتي بغداد واقليم كوردستان، ذكر بان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ندد بالهجمات الايرانية باعتبار انها “انتهاك للسيادة العراقية”، وانه بعد وصوله الى طهران الثلاثاء الماضي، سعى الى التأكيد على أن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها كتهديد لجارته الايرانية، وسط أنباء عن اتفاق المسؤولين الكورد في اقليم كوردستان مع بغداد على اعادة نشر 3 آلاف جندي عراقي على الحدود مع ايران.
وبينما تقول ايران ان اسلحة ومقاتلين من الكورد يدخلون من الاقليم الى ايران، فان مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي قال خلال لقائه السوداني ان “الحل الوحيد هو أن تبسط الحكومة المركزية سلطتها” على المناطق التي تعمل فيها جماعات المعارضة الكوردية الايرانية في اقليم كوردستان.
وفي الوقت الذي نشرت فيها ايران قوات برية ومدرعة على الحدود مع العراق لمنع ما تقول إنها عمليات تسلل، نقل التقرير عن وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان قوله إن “الاصدقاء في العراق التزموا بابعاد هذه الجماعات الارهابية عن الحدود ونزع سلاحها خلال فترة زمنية محددة”، ملوحا في الوقت نفسه باستمرار الضربات الايرانية طالما هناك تهديد قائم.
وبعدما نقل التقرير عن عبداللهيان اتهامه لاسرائيل والولايات المتحدة بتهريب أسلحة إلى الداخل الإيراني، وذكرت بتقارير إيرانية نقلت تصريحا لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون تحدث فيه عن أن فصائل المعارضة الكردية الايرانية تتلقى اسلحة “مهربة من اقليم كوردستان”، اوضح التقرير ان حكومة الاقليم نفت هذه الاتهامات مؤكدة أنها “لن تعرض أمن جيرانها للخطر”.
اما القيادي العسكري في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني فقد قال ان “اعضاء حزبنا المسلح لم يتدخلوا في كوردستان ايران. ولم تكن لدينا عمليات داخل ايران أو خارجها فيما بعد الاحتجاجات الاخيرة، مضيفا ان ايران “تحمل الأحزاب الكوردية الايرانية مسؤولية الاحتجاجات، وهو أمر ليس صحيحا”.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني خالد عزيزي قوله ان الاحزاب الكوردية الايرانية ليست انفصالية، مؤكدا أن الحزب يؤيد حلا ديمقراطيا وسياسيا في إيران.
واعرب عزيزي عن اعتقاده بان لا حكومة اقليم كوردستان ولا حكومة بغداد ستقوم بطرد الفصائل الكوردية الايرانية بالقوة، موضحا انه “لا يتوقع مثل هذا الحل من بغداد او حكومة الاقليم، لاننا كنا مرنين بشكل دائم فيما يتعلق بالتوصل الى حل لهذه الازمة”، مضيفا أن حزبه اكد باستمرار على “حقيقة ان الهدف من الهجمات الايرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة ضدنا، هو تشتيت الانتباه عن إيران من الداخل”.
وتابع عزيزي ان حزبه ليس لديه خطة تتضمن ارسال مسلحين من الكورد الايرانيين الى داخل ايران، موضحا ان “سياستنا هي تجنب العنف. وإيران ترغب باشراك مقاتلينا من البيشمركة في هذه الانتفاضة”.
واضاف ان “سياستنا هي تجنب القيام بذلك. نحن نسعى بأقصى جهدنا حتى لا نمنح إيران الذريعة لتقوم بتحويل هذه الانتفاضة المدنية السلمية الى مواجهة عسكرية”.
اما بالنسبة الى راسولي، القيادي العسكري في الحزب، فقد اعتبر أن تصرفات إيران تعتمد على ردود أفعال بغداد واربيل، موضحا أنه في حال لم تواجه ايران اي معارضة من جانب حكومتي العراق والاقليم، فان الايرانيين قد يشنون “غزوا بريا لا رجعة فيه”.
الا ان خالد عزيزي، المتحدث باسم الحزب، فقد أعرب عن شكوكه بأن إيران، وفي ظل ظروف الشتاء القاسي، ستقوم بعبور الحدود لشن هجومها البري، موضحا أن خطوة كهذه “لن تكون شديدة السهولة بالنسبة لايران، فيما يتعلق بالنشاط اللوجستي ونقل الاسلحة، وسيخلق ذلك الكثير من المشاكل لإيران في بغداد”. ومع ذلك، فإن المتحدث باسم الحزب رأى أن ايران ستستمر بمهاجمة فصائل المعارضة الكوردية الموجودة في اقليم كوردستان بالطائرات المسيرة واحيانا اخرى بالصواريخ.
لكن عزيزي اعرب عن امله بان تتوصل بغداد واربيل الى حل وفق السيادة العراقية ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وقال عزيزي “انني أخشى بالا يحترم النظام الايراني والحرس الثوري، اي اتفاق او اي حل ممكن”.