ملكة “سناب شات”.. عراقية اختبرت خطيبها بـ100 حساب مزيف وهذه هي النتيجة
عراقيون/متابعة
وسن، شابة عراقية من إحدى محافظات الوسط اشتهرت بملكة “سناب شات”، بين محيطها، بعد أن أنشأت نحو 100 حساب في التطبيق خلال 3 أشهر فقط، لغرض اختبار خطيبها وصلاحيته للزواج.
قالت (وسن) ، إن “في فترة خطوبتها كان لديها شك في إخلاص وحب خطيبها لها”.
وليطمئن قلبها، فتحت وسن حسابات كثيرة على (سناب شات) بأسماء فتيات حتى أطلقن صديقاتها وخطيبها تسمية (ملكة السناب) بعد أن كشف أمرها وعرف الجميع أنها كانت وراء تلك الحسابات المزيفة.
وتحتل مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة الحيز الأكبر في الحياة الاجتماعية، وأصبحت تؤثر بجوانبها الايجابية والسلبية على الحياة اليومية وحتى على العلاقات الزوجية.
ويبدو أن “سناب شات” بات من أكثر التطبيقات استعمالا عند النساء في الوقت الحاضر، حيث بدأ باستقطاب أعداد كبيرة منهن، لما يوفر من وسيلة هامة وأساسية في التواصل مع الآخرين بميزة الكاميرا فيه، والتي تجعل المرأة قادرة على رؤية الآخرين مباشرة، خاصة الذين يبعدون عنها بمسافات، فتصبح متابعة دائمة على تطورات حياتهم وشؤونهم اليومية.
ويكتسب تطبيق “سناب شات” شعبيته بسبب اهتمامه بالتواصل المرئي من خلال إرسال واستقبال الصور ومقاطع الفيديو، مع إمكانية إضافة تأثيرات مختلفة عليها بواسطة الفلاتر والملصقات والرموز التعبيرية، مما جعله تطبيقا جاذبا، خاصة لفئة الجمهور الأصغر سنًّا.
وعن هذا التطبيق، أشار مسح أجراه مركز (بيو) الأمريكي للأبحاث إلى أن 78% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عاماً يستخدمون تطبيق “سناب شات”.
وتقدر عدد حسابات العراقيين على هذه المنصة بـ13.8 مليون مستخدم نشط من مجموع 28.35 مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وفق أحدث إحصائية نشرها مركز الإعلام الرقمي، ويقضي المستخدمون أكثر من 30 دقيقة في المتوسط على التطبيق يوميا، ويفتحونه أكثر من 25 مرة في اليوم الواحد.
الأكثر إزعاجا
تذكر المواطنة (أم أحمد) من بغداد، أن “استعمال برامج التواصل الاجتماعي لفترات طويلة سيء جدا، ويثير (سناب شات) إنزعاج الأزواج بشكل أكبر مقارنة بباقي التطبيقات، كون النساء يعرضن فيه طبخهن أو يظهرن أسرهن في منشوراتهن، ما يسبب لهن مشكلات مع أزواجهن تصل إلى الطلاق في بعض الأحيان”.
وتنصح (أم أحمد) خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، “النساء بعدم كشف خصوصياتهن على (السناب)، والابتعاد عن تلك المنصات بشكل عام، والاهتمام بالدراسة بالنسبة للطالبات وبالأسرة بالنسبة للمتزوجات، وكلما قللن إظهار حياتهن الخاصة، كلما عشن حياة سعيدة وآمنة، لأن أغلب المشكلات التي تحدث حالياً وراءها مواقع التواصل الاجتماعي”.
مشكلات أسرية
وتؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على زيادة نسبة المشكلات الزوجية، بسبب انشغال الزوجة وإهدارها للوقت بالتصفح، ما يؤدي إلى تأخر إنجاز أعمالها المنزلية ومتابعة الأبناء، “حتى أصبحن مهووسات بعالم السوشيال ميديا ومن بينها (سناب شات)، لتصوير أدق تفاصيل حياتهن أمام المتابعين”، وفق الباحثة الاجتماعية خلود الشمري.
وقالت الشمري، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز: “لكن لا ننسى أن لهذه الشبكة جوانب إيجابية للمرأة، فالكثير من النساء أحسنوا استعمال هذه المواقع لأمور مهمة كالدراسة والحصول على فرصة عمل، وكذلك في تطوير مهاراتهن في الطبخ والملابس”.
الهوس بالهاتف
وأصبح الهوس بالهاتف النقال، ظاهرة عامة تشمل الذكور والإناث وحتى الأطفال، وأخذن النساء بشكل خاص يستعملن الهواتف في كل الأوقات، ويتبارين في ما بينهن على استعمال أجيال جديدة من الهواتف النقالة والبرامج المختلفة، بحسب اختصاصي علم الاجتماع الدكتور عبد الواحد مشعل.
وأشار مشعل، خلال حديثه لوكالة شفق يوز، إلى أن “هذه الظاهرة ولّدت مشكلات كثيرة، منها مراقبة الخصوصيات التي لم تعد مقدسة، ما أدى إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وتأزمها ووصولها في بعض الأحيان إلى الطلاق، في ظل غياب وعي اجتماعي لخطورتها”.
وأكد الخبير الاجتماعي، أن “الهوس بالهواتف ظاهرة آخذة في التزايد، ولا بد من وضع معالجات لها، منها تقنين استعمال الهواتف، فهي للفائدة وليس للتفاخر والتباهي أو للمراقبة وغيرها”.
غرائب الطلاق
ويعد الاستعمال السيء للهاتف واحداً من أكثر أسباب ارتفاع حالات الطلاق في العراق، وفق المحامي علي العبودي، الذي نوه إلى أن “الزوجة تنقل أسرار البيت وما يحصل من مشكلات وخلافات مع زوجها إلى أهلها، الذين بدورهم يفاقمون الأمر وينتهي عادة بانفصال الزوجين”.
وتطرق العبودي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى حالات في المحاكم العراقية انتهت بالطلاق بسبب الهواتف أو وسائل التواصل، منها عدم جلب الزوج علبة حلويات لزوجته بعد طلبها منه، ثم نقلت الزوجة في اتصال مع والدتها ما حصل، لتكبر القضية، ولم تنته إلا بطلاق الزوجين.
وفي حالة ثانية رواها المحامي، كانت لها النهاية نفسها بعد ذهاب الزوجة إلى صالون حلاقة والكوافير كان رجلاً، ولم يكن هذا بعلم زوجها، الذي تفاجأ بعد نشر زوجته فيديو من داخل الصالون عبر حسابها في “التيك توك”.
والمصير نفسه، لحق بزوجين بسبب فيديو على “سناب شات” يظهر الأم وهي تعلم ابنها القاصر شرب الأركيلة، وغيرها حالات كثيرة كان للهواتف ووسائل التواصل دورا في تفاقم الخلافات أو فضح تصرف الزوجين.