رئيس حكومة إقليم كوردستان: يجب أن تكون هناك شراكة حقيقة لإدارة شؤون العراق
عراقيون/متابعة
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، ضرورة أن تكون هناك شراكة حقيقة لإدارة شؤون البلاد، مؤكداً أن التقدم الذي تحقق في إقليم كوردستان لم يكن على حساب أي منطقة أخرى في العراق.
وقال مسرور بارزاني خلال مؤتمر “القضية الكوردية في الشرق الأوسط” الذي بدأ أعماله في جامعة سوران بأربيل، اليوم السبت (7 تشرين الأول 2022)، إن القضية الكوردية “قضية مهمة جداً، ليس في الشرق الأوسط وحده، إنما في العالم كله”.
ونوّه إلى أن هذه القضية لا تحل بالكورد وحدهم، مشيراً إلى أنهم يعيشون مع قوميات ومكونات أخرى في هذه المنطقة.
مسرور بارزاني، تحدث في كلمته عن المشاكل التي يواجهها العراق بسبب “سوء الإدارة، انتهاك الحقوق وعدم احترام الدستور”، مضيفاً أنه “لو طبق الدستور نصاً واحترمت جميع مواده، لكان العراق في وضع مختلف الآن”.
واشار إلى أن “إيرادات العراق تبلغ مئات المليارات من الدولارات، تحصل كوردستان على 5% منها فقط، و95% يجب أن تنفق في المناطق الأخرى، لكننا لا نرى هذا التقدم في المناطق الأخرى في العراق، سواء كانت سنية أم شيعية، في الوسط أم الجنوب أم الغرب، إذاً هناك خطب ما”.
رئيس حكومة إقليم كوردستان، دعا إلى التفكير الجاد في “حل مشكلة الإدارة لتكون في مستوى تطلعات الشعب العراقي، بما في ذلك شعب كوردستان”.
ورأى أن الإرهاب والعنف هي نتائج وليست عوامل، منوّهاً إلى أن “هناك عدة عوامل تؤدي إلى ظهور الإرهاب، في مقدمتها عدم المساواة، غياب العدالة، الفساد، غياب الخدمات، تدفع المواطن إلى الاستياء والبحث عن حلول أخرى”.
في هذا السياق، أوضح أن “التنظيمات الإرهابية” تستغل الظروف الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتدعو الناس في المناطق التي تعيش في ظل أوضاع كهذه إلى التعاون معها.
وبيّن أن “الكثير ممن تعاونوا مع القاعدة ومن ثم داعش في العراق لم يكونوا على اطلاع بشأن أفكار وسياسات داعش، لكنهم أرادوا أن يفعلوا شيئاً من منطلق الانتقام والاضطرار، حيث كانوا غير راضين عن النظام والسلطة التي المفروضة عليهم”.
رئيس حكومة إقليم كوردستان بيّن أن “الاستقرار المطلوب في العراق لن يتحقق، طالما بقي عدم المساواة، وغياب العدالة، الفساد”.
ولفت إلى أن إقليم كوردستان بذل كل الجهود كي يكون مستقراً لمن واجهوا ظروفاً صعبة، كما قدم مقترحات مناسبة من أجل أن يتقدم العراق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، مشدداً على أن حل القضية الكوردية في العراق، من شأنه أن يسهم في حل مشاكل العراق بشكل عام.
مسرور بارزاني، تطرق إلى مشكلة غياب الثقة بين المكونات، قائلاً إن “الكثير من المكونات العراقية الأصيلة لا تثق ببعضها، لنتجاوز المجاملات السياسية، علينا أن تكون صادقين في تحديد الأخطاء والمشاكل من أجل إيجاد الحل المناسب، وإحدى المشاكل الأساسية في هذا البلد هو أن الثقة تضاءلت كثيراً، أو أن الخوف هو السائد”.
وأضاف: “لقد جربنا حكومات وأنظمة مختلفة في العراق، دون أن يتكمن أي منها في أن يكون بمستوى تطلعات المواطنين، لأنها عجزت عن خلق الثقة أو تبديد الخوف”، مؤكداً ضرورة أن تطمئن المكونات بشأن حماية كيانها وخصوصيتها.
رئيس حكومة إقليم كوردستان، شدد على أن هناك مشتركات كثيرة بين المكونات، لابد أن ينصب التركيز عليها، بدلاً من الاختلافات، مضيفاً أنه “إذا كنا نريد العيش معاً بوئام وسلام في بلدنا، وأن نضمن تحقيق الاستقرار، علينا أن نحترم بعضنا البعض، وأن تكون هناك شراكة حقيقية، ومساواة، وعدالة في هذا البلد”.
وخلص إلى أن التقدم الذي تحقق في إقليم كوردستان لم يكن على حساب أي منطقة أخرى، وهو تقدم وتنمية لكل العراق، وبالإمكان تحقيقه في المناطق الأخرى من البلاد، في حال كانت هناك رغبة في العمل المشترك.