سرمد كوكب الجميل يكتب|ولدنا مضَلّلين وعشنا مضَلّليين وسنموت كذلك
عراقيون/ مقالات رأي
يقال بيت الكذاب خراب اجل صدق من قال ذلك، والكذب تضليل يمارسه المحترفون، وخطاب يعتمد التشويه للماضي والحاضر والمستقبل؛ لم اكد افقه امرا، واذا بصورة الزعيم على صدري ( دائرة وفيها دبوس )، ولما سألت ” ما كو زعيم الا كريم ” كان هذا في ابتدائية سنجار نعم انه الزعيم الاوحد … قال ابي رحمه الله اليوم “” داسوا بين فلان .. واضطر الاب ان يخفي صورة ناصر تحت عباءة زوجته .. وفي الصف الثاني او الثالث ونحن نسمع المعلم يونس افندي رحمه الله واذا بالهتافات تقترب من المدرسة شيئا فشيئا، ولا نعلم ما ذا جرى وفجأة فتحت الابواب، واختفى المعلم ودخل شباب اشداء الى الصف:”” اخرجوا ما اكو دوام “” والمدرسة ؟؟”” أذهبوا لدوركم فورا ما اكو دوام”” يا يغداد ثوري ثوري خلي قاسم يلحق نوري “” لا نعلم ما يقال والى اين يلحقه ومن يلحق من !! ؟؟ ونحن نلعب شتاءا وفي شمسه الدافئة دخل عمي رحمه الله ليبلغ ابي بان المعركة مستمرة بين قاسم وعارف، وانه مازال يقاوم في وزارة الدفاع وتمضي الايام لتاتي البيضاء وضُلّل الناس بانها بيضاء، ولم يدركوا بانها اسود من السواد، واستمر التضليل فلم نعد نلحق متابعة احاديث الكذب … وفي يوم من الايام خرج احد اعمدة الحكمة الحاكمة وقال “” سيغادر العراق قطار التنمية الانفجارية محطة الدول النامية ..”” الحمد لله ابشروا سنغادر التخلف وندخل التطور والتقدم، وما هي الا ايام وخرجت الصحف الاجنبية مستهزأة بهذا العمود الحكيم وتقول له يا فلان: ان التنمية ليست محطات وليست قطارا فاطمئن انك ستبقى متخلفا .
واستمرت عمليات التضليل الى ان ياس الناس نهاية للحرب وتحدى احدهم فقال ساقطع يدي ان توقفت وما بين مشاهدات وحقائق استمر الكذب لعقود الحصار وحمّل الناس ما لا يستطيعون، وبعدها جاء القرن الجديد فاستبشر البعض خيرا وقال لي احدهم رحمهم الله ..انتظروا انها الكذبة الكبيرة ستندمون! وعلى ماذا نندم؟ فاخرها مثل اولها كلهم كذابون مُضَلِّلون، فهل السياسة كذب وتضليل؟ لا سيدي انها خدمة للناس وادارتهم والعمل لصالحهم الا هنا فهي كذب وتضليل هذا ما شاهدته ووقفت عليه واشهد به طيلة سبعة عقود، فاذا سمعت غير هذا الحديث فاعلم انه اما سياسي او اداري او صاحب مال فاسد وهم الاغلب في المجتمع قال : بالامس اشترى فلان سيارة بمبلغ كبير جدا قلت ما شاء الله فهكذا تجمع الثروات قال خلال عشر سنوات تصل لعشرات الملايين… فشتات الحديث يوصلك لنتيجة واحدة مضمونها التضليل والكذب فالبحث العلمي كذب، والادارة كذب، والسياسة كذب، والبيع والشراء كذب، والاعمال كذب فلم يعد للصدق مكان في مجتمعنا انها ظاهرة غلفت كل العلاقات الاجتماعية وكل ما غيرها كذب ايضا، وسنبقى مضللين بالكذب فهل سيكتبنا الله كذابين معهم !!! وهو ابشع ما في المجتمعات وبدأنا نبحث عن الصدق فلم نجده فقد عشنا مضللين وسنموت مضللين … عسى ان لا يحشرنا الله معهم ومن يعلم فربما “” من عاشر القوم صار منهم .”””…. وقد تجد من يقول ما هذه السلبية وهذا جلد الذات ( مصطلحات وضعها الكذابون واتقنها المضللون ) فاقول لا يهم فقد وصفت بهذه الصفة قبل سنوات وشتمت على منصة المناقشات وقاعات الاجتماعات مرات ومرات فدعهم يخوضوا في كذبهم ويبقى الصدق فوق كل اعتبار ويبقى السؤال كيف نعلم ابناءنا الصدق ليكونوا نعم الخلف لبئس السلف اللهم احشرنا مع الصادقين واجعل بلدنا عمارا لا خرابا ..وتقبل!!!