فواز الطيب يكتب| شفرات ورموز العمل السياسي
عراقيون/ مقالات رأي
الملاحظ في ساحة العمل الموصلي للسياسة أن المتصدين لها بعيدين جدا عن مفهومها ، فما بين متاجر ، وانتهازي ، وباحث عن عمل ووجاهة ، ضاعت السياسة وأصبحت مصدرا للتكسب وطلب الوجاهة ، والبحث من خلالها عن الثراء الفاحش .
وينظر لها كرأي عام على أنها وظيفة وقتية ، او منصب لتقديم خدمة آنية ، وحتى بعض المثقفين ومن يسمون بالنخب بعيدين جدا عن فهم السياسة وكيفية الولوج الى عالمها لتحقيق الإصلاح ، فقد ظهرت عدة جهات تدعي نية الاصلاح السياسي لرفع المظالم وايقاف نزيف الدم ، ولكن طروحاتها عاطفية بعيدة كل البعد عن مفهوم المشروع السياسي بضوابطها وآلياتها الحقيقية للتغيير ، فلا يتعدى حراكهم عن سقف الأحلام والأمنيات البعيدة عن ملابسات الواقع وتعقيداتها السياسية والقانونية والإجتماعية .
فالعمل السياسي هو أسلوب من أساليب التغيير والإصلاح، ويراد به ، السعي إلى تكوين الأحزاب ، والمشاركة فيها أو الاشتراك في البرلمانات والمجالس المحلية وغيرها من المؤسسات السياسية للدولة.
ومن أهم ضوابط العمل السياسي هو تحديد الهدف والتأكد الدائم من بقاء العمل في إطاره .
وينبغي للرجل الذي يتقدم للعمل السياسي أن يكون له علم وحلم ووقار وسكينه ، وأن يكون قوياً على ما هو فيه وعلى معرفته ، غير محتاج لأحد وله خبرة في معرفة الرجال ووزنهم وقيمتهم بين المجتمعات وإلا سقط بنظر الناس .
وهذه بعض ملامح وصفات السياسي التي نفتقدها في يتصدون او يتصدرون العمل السياسي ، وقد لا نجدها الإ في شخص أو شخصين في الموصل ، وحتى على مستوى العراق يعدون على الأصابع ، وأسباب ذلك ثقافات سياسية سابقة متراكمة على شكل عقد ثقافية دينية وقومية في أدمغتنا ، تحتاج الى مصلحين استثنائيين لفك شفراتها ورموزها .
ولهذا عندما نريد أن نجمع الأطراف الموصلية كشخصيات وكتل وتجمعات باسم السياسة ، لا ينجمعون بسبب فقدانهم لعناصر العمل السياسي كمشروع ذو اهداف ومشتركات واضحة .