سرمد كوكب الجميل يكتب| التاكل الخفي لهيمنة الدولار
عراقيون | مقالات رأي
وأنا أقرا هذه المقالة التي نشرها صندوق النقد الدولي قبل أيام بعنوان: ( التاكل الخفي لهيمنة الدولار عوامل التنويع النشط لصعود احتياطيات عملات غير تقليدية ) استوقفني العنوان المثير فهل سيتآكل الدولار حقا ؟ وتبين بعد قراءة المقالة وبالتوثيق بأنه خلال عقدين من الزمن ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين أن هناك انخفاضا وتآكلا في الاحتياطيات الدولية للدولار وتبين ايضا أن هناك تنويعا في محفظة الاحتياطيات العالمية للعملات في البنوك المركزية وأن هذا التنويع الذي قابل انخفاض الدولار لم يكن من قبل العملات التقليدية اليورو والباون والين أو حقوق السحب الخاصة بل من عملات أخرى أطلق عليها غير التقليدية وهي العملة الصينية وعملات دول أخرى إذ احتلت العملة الصينية ربع الفجوة فيما احتلت بقية العملات الصغيرة الاخرى الثلاثة أرباع كعملات احتياطية. وتوصيف تطور نظام الاحتياطي الدولي في السنوات العشرين الماضية يظهر بأن هناك تحركا تدريجيا بعيدًا عن الدولار وهو ارتفاعا متواضعًا في دور العملة الصينية، والتغيرات في سيولة السوق والعوائد النسبية وإدارة الاحتياطيات التي تعزز عوامل الجذب للعملات الاحتياطية غير التقليدية. وتلمح هذه الملاحظات لكيفية القيام بذلك على المستوى الدولي فقد انخفضت الاحتياطيات بالدولار من 71% سنة 1999 وأصبحت 59% سنة 2021 مما يعني أن نسبة الانخفاض خلال 22 سنة كانت 12% وان نسبة العملات غير التقليدية لسد هذا الانخفاض كانت نسبتها 5% ربعها من العملة الصينية أي 1.25 % والباقي 3.75 % من عملات دول أخرى مثل العملة المكسيكية وكندا وغيرها من الدول . إن ما استوقفني هو أن كل هذا الكلام حول الصين ودورها في السيولة الدولية والاحتياطيات الدولية والتجارة يؤشر بأن ما حققته خلال العشرين سنة هو هذه النسبة الضئيلة مما يعني أنها تحتاج لقرون بافتراض استمرار تآكل الدولار وأيا كانت المقارنة بين الدولار او غيره من العملات فإنه سيبقى الخيار الذي لا بد منه كعملة دولية وهنا تبين لي لماذا نشرت هذه المقالة وبالتوثيق الدقيق الان .