العلاقات العراقية التركية …. ندوة حوارية لمركز نون للدراسات الاستراتيجية
عراقيون / متابعة / نظم مركز نون للدراسات الاستراتيجية والحوار بالتعاون مع مركز روداو للبحوث ندوة حوارية حول العلاقات التركية العراقية تناولت عدة محاور منها مستقبل العلاقات بين العراق وتركيا وإقليم كردستان والتحديات والفرص المشتركة بين الطرفين والانتخابات العراقية المبكرة والوضع السياسي العام لتركيا.
الروابط السياسية والاقتصادية بين العراق وتركيا
الجلسة استهلت بكلمة لمدير مركز نون للدراسات والحوار الأستاذ “جرير محمد” جاء فيها “يرتبط العراق بالجانب التركي ارتباطات وثيقة عديدة المستويات منها ما هو اقتصادي وسياسي ومنها ما هو جغرافي وامني وعسكري فضلا عن التاريخي والاستراتيجي ، كما لا يخبرنا التاريخ الحديث والمعاصر عن وجود مواجهة عسكرية مباشرة ” حرب ” حدثت بين البلدين بقدر ما يخبرنا التاريخ ان العلاقة مرت بمستويات متعددة صعوداً ونزولاً وكانت لكل مرحلة خصوصيتها ومعطياتها الحاكمة لطبيعة التعاطي المشترك “.
وأضاف جرير تتميز العلاقات العراقية التركية ببعد تاريخي وجغرافي واستراتيجي عميق يعود لمئات السنين الماضية ، وغالباً ما كانت هذه العلاقات تمثل مفصلاً مهماً من مفاصل وضع المنطقة واستقرارها الاستراتيجي ، ان التحديات المتنامية والتحديات التاريخية شكلت هاجساً كبيراً للجانبين توترت على اساسه العلاقات لاكثر من مرة خلال النصف قرن الماضي ، فموضوع المياه وموضوع الحقوق التاريخية والجغرافية وموضوع حزب العمال الكردستاني وموضوع الارهاب والعلاقات الاقتصادية هي محاور رئيسة في اي اجندة خارجية للبلدين ، ولعل اي سياسة خارجية ناجحة لا يمكن ان تصبح مؤثرة الا عبر الدخول وعلاج هذه الملفات بشكل مباشر لاسيما موضوع الحرب على الارهاب وموضوع المياه والتبادل التجاري والاقتصادي .
وتابع المدير على هذا الاساس ، نطمح في مركز نون للدراسات الاستراتيجية والحوار ومن خلال هذه الندوة والحضور المهم من الجميع وبالمشاركة والشراكة مع كركز روودار للدراسات الى محاولة الوقوف على اسباب اغلب التوترات ما بين البلدين ومحاولة اقتراح حلول للازمات الحادة ما بين الجانبين بصورة موضوعية واكاديمية حيادية تضع نصب عينيها رغبات وتطلعات كل من العراق وتركيا ومصالحهما فوق كل اعتبار .
وأوصى مدير المركز ببعض التوصيات العامة التي يمكن من خلالها بناء الارضيات المشتركة ومناقشة الفرص المتاحة لتمتين العلاقات وافاقها الاستراتيجية وتجاوز التحديات القائمة في طريقها :
1. التركيز على الاقتصاد وتعميقه بحيث يفكر كل جانب اكثر من مرة قبل اصدار أي سلوك استفزازي يهدد المصالح ، فكلما تعمقت المصالح الاقتصادية كلما تذللت الخلافات السياسية .
2. يجب ان تكون بغداد هي بوابة الدخول التركي الرئيسية الى العراق وليس عبر اطراف اخرى ، فقد اثبتت سياسة الاطراف انها غير ناجحة وجميع اللاعبين خسروا جراء هذه السياسة .
3. تشكيل لجان متخصصة تجلس بصفة دورية لمحاولة تقريب وجهات النظر وتبادل الزيارات البحثية والشعبية والثقافية المشتركة فضلا عن الدبلوماسية لتعزيز اواصر العلاقات ما بين البلدين.
ومن هنا ادعو من خلال هذه الندوة الى مناقشة تأسيس منتدى الحوار والعلاقات العراقية _ التركية نسعى لانبثاقه وتأطيره النظري والعملي بعضوية مؤسسات ومنظمات ومراكز بحوث ودراسات وخبراء من الجانبين يعمل على تعزيز العلاقات وتمتينها واقتراح الحلول للتحديات وسبل تطوير التنمية وتعزيز فرصها وتقوية الصداقة والعمل المشترك في كل الجوانب لخدمة مصالح الشعبين
4. العمل على تصحيح صورة تركيا في ذهنية المواطن العراقي وتقديم المبادرات بهذا الصدد ، لاعادة تعزيز بعض مافقدته تركيا من مكانتها بسبب سياساتها حتى من الجمهور السني لهذا امام تركيا اليوم فرصة للدخول بمشاريع رسمية الى المناطق التي بحاجة الى اعادة اعمار وتنمية وخصوصا في الموصل والمساعدة في تبيان حسن النية لتصحيح الصورة واعادتها الى اطارها وشكلها الطبيعي .
5. فتح معابر جديدة بين العراق وتركيا لتكثيف التعاون والنقل البري فيما يتعلق بالاقتصاد .
6. تطوير منظومة انذار مبكر للازمات المشتركة وتحسسها قبل وقوعها من اجل تلافي اي خلل ممكن ان يصيب العلاقات بين البلدين .
7. تعزيز البعد الثقافي والاجتماعي بين البلدين عبر فتح ممثليات ثقافية لتعليم اللغة العربية والتركية في البلدين من خلال مجموعة من الاليات وتبادل الزيارات البحثية الطلابية والتدريسية والشعبية فضلا عن التفكير بقضية بناء جامعات مشتركة الادارة بين البلدين .
8. مساعدة العراق في حربه على الارهاب وتعزيز امنه هو اساس اللقاء ومحوره الرئيس وهي نقطة انطلاقة الورشة ونهايتها فمنها بدأنا ومنها ننتهي وهذا هدفنا العام من اللقاء فالمساهمة في الاستقرار والتنمية هما اساس المصالح المشتركة وتطويرها وتقويتها وتعزيز اواصر المحبة بين الشعبين .
استثمار العلاقات بين الطرفين
وطرحت الندوة التي حضرتها /عراقيون/ عدة نقاشات وتساؤلات حول عمق العلاقات بين الطرفين وكيف يمكن استثمارها ودارت الندوة في عدة جلسات كانت الافتتاحية بحضور القنصل التركي في اربيل وعدد من الشخصيات العربية والسياسية العراقية والكردية ومن ضمن هذه الشخصيات التي كان لها حضور ومشاركة فعالة في ادارة دفة الحوار القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية ومحافظ نينوى الأسبق “اثيل النجيفي” ومحافظ نينوى السابق منصور المرعيد ،اما من الجانب التركي حضر القنصل التركي ممثلا وبعض الشخصيات المرافقة , ومن الجانب الكردي حضر مدير مركز روداو ومستشار السيد البارزاني ووزير شؤون الدولة وشخصيات امنية وسياسية لدى اقليم كردستان .
التحديات والفرص المشتركة بين الطرفين
في البداية طرح موضوع تاصل العلاقات وعمقها بين الجانبين من العمق التاريخي الى الثقافي ومن ثم الجغرافي والديموغرافي، كما اكد الجانبان على ضرورة ديمومة هذه العلاقات ومواصلة الحوار البناء والفاعل لاستمرار بنائها خدمة للجانبين في النهوض بواقع العراق وما الت اليه تبعات عدم استقرار العراق سياسيا وامنيا وايضا كيف تم التاثر خصوصا بسقوط الموصل وكيف تاثرت المنطقة بعدها،اما ما يخص التواجد التركي في المنطقة واهتمامهم في ان يستتب الامن هو من اولى اولوياتهم لما فيه تاثير مباشر للوضع الامني التركي، حيث كان موضوع حزب العمال الكردستاني حاضرا بقوة وكيف ان القوات العسكرية العراقية يقع على عاتقها تامين الحدود بين البلدين امنيا وهذا مايخص الجانب الكردي في العراق فقد استعرض العميد عثمان في قوات البشمركة الكردية كيف انهم دافعو عن العراق وكيف وقعت عليهم مسؤولية الدفاع عن اراضيه ضد تنظيم داعش الارهابي وما كان له من تاثير على استقارا العراق امنيا، وايضا كيف نجحت كردستان في الذود عن نفسها لتامين الحدود من جهة الشمال، واما اقتصاديا فكانت الطروحات تدور في فلك الشركات التركية التي تعمل في عموم العراق وبضمنها اقليم كردستان العراق على وجه الخصوص، وبالرجوع الى الوراء قليلا كانت نينوى حاضرة جليا في النقاشات التي دارة خلال الندوه لما لها من تاثير خاص على امن العراق وسوريا وتركيا ومن ثم امن المنطقة ككل لما لها من عمق تاريخي مع الاتراك وايضا متاخمتها للحدود السورية ايضا، وكيف ان نهضة الموصل تؤثر في المنطقة واستقرارها من جميع النواحي.
الحصة المائية العراقية
كما ناقش المجتمعون موضوع الحصة المائية للعراق وكيف يعاني العراق من هذه المسالة وبالذات اقليم كردستان حيث يحتاج العراق الى اكثر من 60 بليون لتر مكعب بينما يصله بحدود (9) بليون فقط وهذه احدى المشاكل العالقة لغاية الان وتمثل عائقا كبيرا لدى العراق لانه المتضرر الوحيد منها
وفي النهاية اتفق المجتمعون على ضرورة حدوث هكذا ندوات استراتيجية بين البلدين لديمومة العلاقات بينهم على مختلف الجوانب (السياسية،الاجتماعية،الاقتصادية) وضرورة المشاركة في اعادة الاعمار ومساندة الشعب العراقي في انتخاباته المبكرة لاختيار برلمان جديد ومن ثم تشكيل حكومة عراقية جديدة يتطلع من خلالها العراقيون الى تنمية اقتصاد البلد واستتباب الامني فيه بصورة رئيسية،واكد الجانب التركي على التواصل المستمر ايضا ومحاربة كل ما يضر الجانبين والوقوف مع الشعب العراقي في جميع مطالبه الطموحه لنيل استقراره…وفي الختام شكر المجتعون الجهود المبذولة من قبل مركز نون للدراسات ومركز روداو للبحوث على اقامة هذه الندوة ولما بذلوه من جهود لانجاحها.