الصحة العالمية: وضع كورونا في العراق مقلق و لا دليل على دخول السلالة الهندية
متابعة/عراقيون/
اعلنت منظمة الصحة العالمية ان الوضع الوبائي لفيروس كورونا في العراق لا يزال مقلقا، وبينما اكدت عدم ثبوت دخول السلالة الهندية المتحورة حتى الان.
ونوهت بان انتهاء الجائحة مرهون بالتزام المواطنين بالتدابير الوقائية وزيادة التطعيم.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق ورئيس بعثتها احمد زويتن في تصريح صحفي، ان “الموقف الوبائي لكورونا في العراق مر بمراحل عديدة، اذ كان نسق الزيادة التي تم تسجيلها في عدد الإصابات والوفيات في اول اسبوع من شهر شباط من العام الحالي مقلقا، وبعدها تم تسجيل مستويات قياسية في عدد الاصابات في شهري نيسان وايار تجاوزت 8000 إصابة يوميا وفق الفحوصات المختبرية التي تجريها وزارة الصحة العراقية”.
واضاف ان “الوضع الوبائي الحالي في تحسن واكثر استقرارا من الاسابيع الماضية، بعد ان سجل نصف معدل الاصابات التي كانت تسجل في منتصف نيسان وايار، حيث تجاوز معدل الاصابات الحالي معدل 4000 إصابة يوميا، لكننا بالرغم من انخفاضها، لا نزال نرى تأثير ظهور متغيرات الفيروس وتخفيف الاجراءات التقييدية وضعف الاقبال على اللقاح”.
واوضح انه “لو كان هناك التزام بالتدابير الوقائية والاحترازية لكان من الممكن ان يكون الموقف الوبائي افضل مما هو عليه الان بكثير، حيث نرى الان زيادة في حركة الاسواق التجارية والمولات وعدم ارتداء الكمامات والتجمعات وضعف الالتزام بتعليمات التباعد الاجتماعي”.
وذكر ان “الحظر الجزئي الذي اعتمدته وزارة الصحة واللجنة العليا للصحة والسلامة لاسيما خلال شهر رمضان حقق نتائجه المرجوة وساعد في نزول المنحنى الوبائي”، لافتا الى ان “الاسابيع المقبلة ستشهد وضوحا اكثر في هذا المنحنى”.
وافاد ممثل منظمة الصحة العالمية، بانه “لم يثبت حتى الان دخول السلالة الهندية المتحورة والمثيرة للقلق الى العراق، الا انه من الوارد دخول أي من السلالات لانها جائزة للانتقال لأي بلد”، لافتا الى ان “التغيير الذي حصل في المنحنى الوبائي في العراق خلال العام الحالي كان بعد دخول السلالة البريطانية المتحورة التي غيرت اعداد الاصابات”.
ونوه بان “المنظمة ووزارة الصحة العراقية تحاولان من خلال الرصد الوبائي والحذر واليقظة التحكم بالوضع الوبائي والتعامل مع كل طارئ”.
وذكر زويتن، ان “ما يميز الفيروسات هو تحورها، لذا ومما لاشك فيه ستكون هناك العديد من الفيروسات المتحورة، وهذا لايعني ايضا ان يحدث تغيير كبير في الموقف الوبائي في أي بلد، الا ان كل شيء وارد من امكانية ظهور سلالة جديدة متحورة”.
وبين ان “علم الفيروسات معروف بتحور تلك الفيروسات داخل الشخص الواحد ببلايين الفيروسات المتكاثرة ومن الممكن ان تحدث طفرات جينية الى فيروس متحور وينتقل بين الاشخاص”.
واردف احمد زويتن، انه “من الصعب التنبؤ بإمكانية انتهاء الجائحة قريبا في العراق وهو امر مرهون بالتزام المواطنين بالتدابير الوقائية وكذلك اخذ جرعات اللقاح، لاسيما نحن وشركائنا في وزارة الصحة نسابق الزمن للوصول الى اكبر عدد من المواطنين الملقحين حتى نقلل من الانتشار والعدوى وحصر اعداد الاصابات والتقليل من امكانية ظهور سلالات متحورة”.
ولفت الى ان “بوادر الانفراج في الكثير من البلدان التي غيرت الموقف الوبائي الى جيد ومستقر هو التطعيم باللقاحات بنسب كبيرة جدا، الامر الذي أسهم بنزول المنحنى الوبائي في تلك البلدان”.
ورأى ممثل المنظمة انه “في حال تطعيم 20 بالمئة من الاشخاص البالغين في العراق هذه السنة كما هو مقرر، فسوف نشهد نزولا في المنحنى الوبائي بشكل ملحوظ على ان يتم التحكم في الوباء فور الوصول الى نسب مناعة بين 80 الى 85 بالمئة، لكن كلما كان هناك تأخير في الوصول الى نسب عالية من التلقيح اصبح التحكم بالوباء صعبا”.
وبين زويتن، انه منذ “الوهلة الاولى من توزيع اللقاحات لوحظ اقبال على اخذ الجرعات، الا انه سرعان ما اصبح هناك عزوف عن التطعيم بعد انتشار اخبار في دول اوروبية عن ان اللقاحات تسبب امراضا ومضاعفات، وان الشارع العراقي تفاعل كثيرا مع تلك الاخبار لاسيما لقاح استرازينيكا، وهو امر غير صحيح”، معربا عن امله “بزيادة اعداد الملقحين، اذ انهم لا يتجاوزون 22 ألف مواطن في اليوم فقط”.
واشار الى ان “الشارع العراقي يجب ان يتعامل مع اللقاح بشكل افضل في حال استمراره بعدم التقيد بالإجراءات الوقائية”، منبها بان “اخذ جرعات اللقاح هو الحل الوحيد لمواجهة هذا الوباء”.
واضاف، ان “العراق تعاقد مع مرفق كوفاكس لاستيراد اللقاحات منها نحو 800 ألف جرعة من لقاح استرازينيكا البريطاني وستة ملايين جرعة من شركة فايزر، حيث ستشهد المدة القليلة المقبلة وصول جرعات اضافية من اللقاحات”.
وبشأن ما قدمته منظمة الصحة العالمية للعراق في مواجهة جائحة كورونا، اكد، ان “المنظمة ومنذ اليوم الاول لتفشي الجائحة عملت مع وزارة الصحة على الكثير من الامور العينية و اللوجستية المهمة في مقدمتها فتح مختبرات جديدة لفحص كورونا التي وصلت الى نحو 250 مختبرا، وكذلك تقديم الدعم لتجهيز غرف العناية المركزة وادوات الفحص المختبرية واجهزة الاوكسجين والانعاش الرئوي والاسرة ومستلزمات الوقاية من الاقنعة والكمامات وبدلات الوقاية والاطقم الطبية وزعت بين جميع المحافظات بما فيها محافظات اقليم كردستان العراق”.
واعلن ان “المنظمة وبالشراكة مع عدد من الدول المانحة منها المانيا والنرويج وكندا والولايات المتحدة الاميركية والكويت وموارد المنظمة الداخلية، انفقت ملايين الدولارات لمواجهة الجائحة في العراق بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية”.
وبين ممثل المنظمة، ان “وزارة الصحة العراقية لم تدخر جهدا في التعامل مع الوباء بشكل جيد، الا ان أي وزارة في أي بلد ما، يكون الامر صعبا عليها في مواجهة الوباء بمفردها”.
واضاف ان “جميع الدول التي نجحت حتى الان في احتواء الوباء هي التي تعاملت مع الجائحة من جميع الجوانب، بمعنى ان جميع الجهات الحكومية عملت بالتنسيق مع وزارات الصحة في هذا الملف”.
ونوه بان “وزارة الصحة بذلت مجهودات كبيرة في التعامل مع الوباء والاستفادة من التعاون مع الجهات الحكومية مثل وزارات المالية والداخلية والتربية والتعليم العالي وكذلك اللجنة العليا للصحة والسلامة التي تعاملت بجدية مع الوباء”.
واوضح زويتن، ان “هناك ضغطا كبيرا على وزارة الصحة بضرورة تخفيف القيود والاجراءات لاسيما في قطاعي التربية و التعليم وعدد من القطاعات الاخرى، ونحن نثمن جميع القرارات التي تصدر من الجهات المعنية بهذا الشأن، مع حرصنا على ضرورة التزام المواطنين بالإجراءات والتدابير الاحترازية وفي حال لم يكن هناك التزام بتلك التدابير فان تلك القرارات من الممكن ان تؤثر في المنحنى الوبائي”.
واستدرك بالقول “نعم هناك تحسن جيد في احتواء الفيروس، لكن ما زال الوضع مقلقا حتى الان، وهذا لايعني الذهاب باتجاه تخفيف القيود بشكل كبير جدا مثل فتح المولات والقاعات، ونحن نرى انه يجب ان يؤجل كل ذلك حتى الوصول الى نسب تلقيح عالية”.