محمد صالح البدراني: نهضـــــة نينـــــــــــــــوى/ اجابات لسؤال
طبيعة اهالي نينوى وتركيبتهم الاجتماعية:
نينوى مدينة متكاملة بين داخلها المدني ومحيطها الريفي في الغالب وبه عشائر قريبة لعقلية المدنية الحديثة بحكم التعليم لأبنائها الذين لم يتنكروا لأهلهم ومجتمعهم، لكن لكل مجموعة خصوصيتها في نينوى متصالح عليها بحكم التنوع والتعدد في اساليب الحياة والمعتقدات.
ومدينة الموصل منها مدنية بطابعها ومن النوع الذي لا يتأثر بالاختلاط والغرباء او الدخلاء عقلية تجارية تجيد تصنيف الغث من السمين، والتعاملات المتمدنة والتي تتحدث وفق متطلبات العصر، لذا فهي ليست ساحة للمناكفات او الصراعات، او حتى التنافس بدون فعل واضح على الارض.
الموصل الداخل تحتاج لحل العشوائيات او النزوح اليها والاستقرار الدائم فيها وهذا مما يهدد العرف والنظام الاجتماعي فيها والتكامل في نينوى ويهدد الامن الغذائي للمدينة والتجارة وعوامل الانتاج ومواده وكل ما وجد في المدينة تاريخيا من علاقات ايجابية ومهام اجتماعية.
سلبية النظام الاجتماعي المدني:
النظام المدني في كل العالم يحتاج لهدوء ليرتقي، والموصل كأي بلد متمدن ضعيف امام الاضطرابات التي حصلت فخلقت سلوكيات برد الفعل ليست ايجابية.
فاصل نظام المجتمع عندهم نظام عائلي، فالمكانة الاجتماعية هدية عرفية لأبناء هذه العوائل ليس لإنجاز فعلوه وانما لسمعة جد ورثوه، ومنها فروع مغمورة وفروع مشهورة.
الحراك السياسي:
اتكلت اجيال من اهلها على الدولة في التخطيط وتسيير الامور، ومحاولة الالتزام بالقوانين التي تصدر عنها، ومواكبة آليات التطور المدني الذي يرشح إليهم من خلال عزل عن العالم طال زمنه في وقت فاعل جعل انفصالا نفسيا غير فاعل عن السلطة؛ لهذا لم تتفاعل في الشروع مع الفكرة الاتحادية وخصوصا انها اختيارية، الدولة اختارت الديمقراطية فاتبعوا الديمقراطية واختاروا ممثلين لم يكونوا على خبرة في السياسة ولا مشروع لهم خاص رغم فرزهم، الا العمل ضمن الدولة، فظهرت مواطن سلبية وضعف اداء امام مشاريع لم تك في عقلية العراقيين سابقا، فالتجأت الموصل الى نظامها الداخلي العائلي لتبرز هذه العوائل للمكانة في ريادة الحراك، غير ان هذه الناس لم تك مؤهلة للظرف ولا الطريقة التي زجوا بها تتماهى والواقع، فهم زجوا على الاسلوب القديم اذهبوا وحلوا المشكلة، ولا دعم ولا رؤية والقوم تحت واقع الصدمة بما ليس لهم اصلا ولا يمكن ان يتعاملون به لكونه يهدد نسيجهم المترابط، فتحملوا كما تحمل المجتمع الاحباط جراء عدم القدرة على استيعاب حالة جديدة تشكل كفكرة خطرا عليهم، فالطائفية والاديان والقوميات تعني تفكك مجتمعهم.
كيف ينبغي ان يكون العمل السياسي في الموصل
اهالي الموصل متشكيين منتقدين لاذعين لا يعطون الولاء لاحد، فتاريخهم تغيرت حكامه وغزاته وبعد التجارب الاخيرة العصيبة فالكل عند اهل الموصل في دائرة الشك، وكل من ينتقد نسيجهم الاجتماعي يصل في نفوسهم درجة العدو، فالخوف على النسيج اضحى في اقصاه والخوف على المدينة التي دمرت بلغ اوجه، ونفسياتهم غير مرتاحة والجسم المتالم يهيج المه بلمسة…. مراجعات يحتاجها المجتمع وهذه المراجعات والتكييف واعادة ترتيب المكانة الاجتماعية والنفوذ يحتاج الى هدوء ووقت وليس تكالب على السلطة في المدينة او صراعات او دعايات تسقيط هذا او ذاك، فالكل ساقط اصلا في نظر الناس، لا اسلوب يعيد اهل الموصل للتعاطف مع التشكي والمظلومية او ابراز الاهتمام او الكلام، او الفعل الدعائي، فكلها تصرف جهود واموال لا قيمة لها لمكانة فاعلها في الموصل، رغم انها الان بها طبقة لا شيء يهم عندها الا التربّح بسبب ضيق الحال.
تحتاج الموصل الى بناة واعمار وهدوء واحترام وكرامة واهتمام حقيقي وان تكون نموذجا كما هي في عين اهلها من التميز ومن يفعل ذلك يكون هو المعيار الجديد في اعادة تنظيم المكانة الاجتماعية، ولا يغتر البعض بالصمت او تجاهل الاساءة او تمكين الرعاع فهي تترك اثرا كجبل الجليد في نفوس الناس، نعم النسيج تفكك بتدخلات واطماع، ولكن النفسية واحدة، ومازال ايقاظ التسامح في النفوس الكريمة ممكنا في بلاد التاريخ لابد ان يحسب حساب للزمن والعاقل من وعى، وفي الانتخابات القادمة لا انصح بان يكون برنامج الاحزاب الكلام وتسقيط بعضهم، ولا يفيد ان تكون الدعاية كما يقال (انا وبس…)، بل رؤية وحل حتى لأطفال الشوارع.
واضح ان دعم خارجي موجود لقوائم بلا برامج والنوايا ليست مجهولة لأهل الموصل، فمن كان دعمه لأكثر من مسالمة نينوى فقد ناصبها العداء درى ام لا يدري، ومن كانت غايته ما رصد لاعمارها فهو يهدد استعادة اهلها لها، اما من يريد بناء نينوى وصداقتها فليعينها على اعادة نظامها وهذا لا يأتي بالادعاء فمن يزعم تمثيلها ويعمل لغيرها انتماءً او طاعةً فهو لا يؤدي امانتها، ولينتبه العاملون مما تسول النفس؛ فالمفسد لا يرى نفسه الا من المصلحين بنص كتاب رب العالمين.
يبقى السؤال المهم: هل هنالك من سيقرأ وان قرا هل سينظر بجدية للأمر، او انه سيضحي ويقبل التغيير.