محمد صالح البدراني يكتب : البابا والموصــــــــل
(زيارة البابا) عنوان لأمر يحتاج تفصيلا بمتنه، اهي زيارة لأمر تراثي، ام زيارة لرعية، ام رؤية على الواقع ما يحتاجه الكاثوليك في ارض متنوعة المعتقدات.
الزيارة والبركة هي للمرور باتباع يوقنون ان راس المسيح هو الكنيسة والبابا راس الكنيسة فهو الذي يتعامل معه روحيا كما يقال لراحة النفس ببركته، هذا الامر لا ينطبق على العراق الذي خرب بادعاء اناس من طائفة اخرى انهم يقاتلون بشعار فهموه انه العدوان بدل السلام منقول عن رسول البشارة بالسلام إنجيل لوقا 11: 23) مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ). اخذوا بجزء من القول ولو مشوا صفحات لوجدوا لوقا 9: 50 ” من ليس علينا فهو معنا ”
في يوم نزح الناس مسيحيون وغيرهم وهاجر الكثير مسيحيون وغيرهم وأضحى النسيج المثالي الراقي المتكامل اجتماعيا لا تفرق فيه هذا من أي دين او قومية نسيجا مهلهلا يشتكي الم فعل الشذاذ ومن دربوهم على تمزيق هذا الشعب الآمن البنّاء ومحو الذاكرة التاريخية بالخراب، ولم يفلت أحد من سوء.
ان البابا وهو جالس مكانه ممكن ان يحقق ما لا تحققه زيارته الى الموصل مثلا كجسد موضوع على الصليب.
تشجيع القساوسة المحليين على الاهتمام برص الصف وتضميد جراح الكل من خلال السعي الحقيقي والمبرمج لإعادة اللحمة الى مجتمع تعرض للفتنة ليس من داخله وانما فرض عليه بمؤامرة لم تعد خفية.
اختيار مطران الموصل مثلا لرفع درجته الى بطرك أملا ان ترفع لاحقا الى كاردينال يكون من جملة المرشحين للبابوية وهذا دفع نفسي لكل سكانها فأبناؤها هم ابناؤها بلا انتماء لغير امومتها اضافة لكونه تكريم للمسيحين بالذات ومواساة للأفئدة المكسورة.
دعوة الدول جميعا في الغرب الى السعي الحقيقي لإعمار كل ما دمرته الحرب من نفسية ومادية ومعنوية وهذه الدعوة لا تكون بالشكل الروتيني وانما الالزام لإعادة الحقوق قبل ان تكون المطالبة بها لاحقا سبب في الخلاف والظلم ونتائجه لا يسقط بالتقادم
اننا شعب واحد وبني آدم تفصل بيننا حدود سياسية سيادية كما يسمونها لكن الادمية ليست لها حدود، ولا الرعية بها افضلية بقدر خدمة تعاليم الرب بالسلام والوئام والمحبة وليس اتباع الاساليب السياسية لتحقيق مكاسب ضيقة عندها سيكون دين المسيح قد خرج الى العشاء الاخير ويسلم المسيح الى الطغيان مرة اخرى ليس بجسد المسيح وانما بجسد المظلومين في هذا العالم الذي تعرض الى دمار أكبر آلة حربية توصل اليها الانسان وحديث النفس مع الشرير في ليالي الطمع والجشع وضيق الدنيا عن سعة الاخرة فما يحمي الناس ومنهم المسيحيون في هذا البلد اعادة لحمته ومد خيوط نسيحه على بعضها لتنسج رداء المحبة وهو ما كان واضحا لهذه المدينة عنوان لا ترى انها متنوعة وانما هي واحدة كالجسد فيه اعضاء لكل وظيفته لتنبض بالحياة وهو الرداء الذي سيزيد نيافة البابا دفئا اينما كان.