عواطف النعمة والنسخة الرخيصة من الطائفيّة علي حسين
تبدو لي النائبة عواطف النعمة ، مسكونة طوال الوقت، بنموذج اسمه حنان الفتلاوي ، المعجزة التي جاءت ليبدأ معها عصر إعطاب الضمير الوطني ، قبل أكثر من عام كانت زعيمة حركة إرادة مشغولة بتأسيس قانون مثير للأسى والخراب ، فرضته بقوة الطائفية ، هو كيف يمكن أن نقتل” سبعة سُنّة” ثم نتوجّه لقتل سبعة من الكرد ، لأنّ “سبعة شيعة” راحوا ضحايا فشل أمني المسؤول عنه ضباط كبار تمتلئ كروشهم برواتب مئات الفضائيين ! هكذا وجدنا نواباً وسياسيين يشعرون بالنشوة لو أن أهالي الفلوجة يذوقون العذاب وبئس المصير، بل ذهب البعض الى أسوأ من صور الشتيمة والتشفي، بأن دعا الجهات الأمنية إلى أن تحرق الموصل ، إيماناً منهم أنّ هذا الزمن لاينفع فيه سوى نظريات وصولات ” قائد ضرورة .
هناك من الجانب الآخر من كان يرى أنّ تمتّع مدن مثل البصرة وميسان وبابل بالأمان أمر غريب وخطير ويهدد التوافق السياسي الذي يرفع لواءه هذه الايام صاحب ” العيون الوسيعة ” صالح المطلك ، الجميع لم تعد تهزّه جثث الشهداء المتطايرة بالعشرات، ، ليطغى حديث التوازن في القتل على صوت الضمير والعقل، فإذا سألت أحدهم من هو المتسبب بجريان أنهار الدم ، تجده يهرف بكلام ” سخيف ” عن أنّ انفجار سيارة واحدة في الأعظمية ، سيمهد الطريق إلى التسوية التاريخية !
في زمن الفوضى ثمّة نوعان من البشر: واحد يُطفئ نار الفتنة، وآخرون يستميتون من أجل النفخ في رماد الخراب، النوع الاول لم نلتق به في ” عراق عواطف النعمة، لكننا شاهدنا وعايشنا النوع الثاني من” النافخين ” الذين طالبوا بتطبيق التوازن في الضحايا، بعد ان سرقوا البلاد باسم المحاصصة السياسية، طفح سياسي، لابدّ من معالجته قبل أن يتحول إلى مرض خبيث .
أما آن للسيارات المفخخة ان تتجول في الاعظمية ؟ هذه هي أمنية النائبة عواطف النعمة التي صارت وظيفتها في الحياة ، تبرير الجنون الطائفي وتسويغ جرائم الذين سرقوا السلطة في أكبر عملية قرصنة سياسية في التاريخ.
منذ سنوات والنائبة عواطف النعمة تخوض معركة ضد بناء مؤسسات الدولة وضد الجيش،لأنه لايرفع رايات طائفية، وضد الدعوة لبناء دولة مدنية لجميع مواطنيها، تقوم على التكافؤ والمساواة والعدل، مهمتها التحريض على الكراهية، وتدّعي أنّ كلّ من لايؤمن بولاية ثالثة فإن هذه الأرض ليست أرضه وهذا الوطن ليس وطنه.
نائبة تعتقد أنّ المشهد العراقي لن يستكمل صورته الحقيقية إذا لم تنفجر سيارة مفخخة في الأعظمية أو السيدية أو حتى بأقلّ الأُمنيات في المنصور.
في هذه البلاد العجيبة يزداد السياسيون غنىً وقسوة ، وطائفية رعناء ، فيما يزداد العراقيون خوفًا وفقرًا. ثمة فضائح في جميع بلدان العالم، لكنّ الفضائح التي تُكشف في العراق ، ، لا مثيل لها في أيّ مكان من العالم ، لأنها تتعلّق بغياب الضمير .