سرمد كوكب الجميل يكتب: كانت مقترحات لمناطق حرة في نينوى
لست بصدد التعريف المفهومي والاصطلاحي للمنطقة الحرة وتعدد مسمايتها، وانما يمكن القول باختصار هي ظاهرة قديمة تطورت في عقد السبعينات، واستخدمت بشكل اكبر منذ بداية عقد التسعينات؛ انها مناطق منعزلة عن محيطها لها قوانينها واجراءاتها التي تحكمها، ومن اهدافها التصدير وتشغيل الايدي العاملة وتشغيل الموارد الاقتصادية ونقل التكنولوجيا وغير ذلك، وتستلزم توفر مقومات منها بيئة امنية وسياسية واقتصادية مستقرة، ووضوح في الاتفاقات وشفافية في للتعاملات، وهذه المناطق يمكنها جذب الاستثمارات الاجنبية، وعقد شراكات مع شركات البلد المضيف، وايضا خلق روابط خلفية للموارد بانواعها وروابط امامية مع جهات لاغراض التصدير، وغالبا ما يصار الى قوانين تنظم عملها ولايشترط ان يكون موقع المنطقة الحرة على منفذ بحري او ميناء بل لا بد لها من موقع استراتيجي ياخذ في الحسبان القرب من الموارد والاسواق، وبرزت عددا من الدول ومنها: الصين ودول شرق اسيا وعددا من دول امريكا اللاتينية وفي منطقتنا العربية برزت الامارات والسعودية ومصر والاردن وتونس والمغرب وغيرها من الدول وبقي العراق بعيدا عن هذه الظاهرة.
وكانت هناك دراسة اعدت في قسم العلوم المالية والمصرفية جامعة الموصل ” رسالة ماجستير ” ركزت على مسح المجال الاقتصادي لمحيط الموصل، وما تميزت واشتهرت به مدنه من صناعات تقليدية نابعة من كل تلك المناطق ومسحا ميدانيا للمهارات وقوى العمل اعتمدت الدراسة مقترحا وفق اسس اعادة تشكيل الجغرافية الاقتصادية لمحافظة نينوى لثلاث مناطق الاولى في الصابونية، والثانية في فلفيل والثالثة في الحمدانية بين برطلة وقره قوش وبعشيقة وفق معايير نابعة من اهتمامات اهل كل مناطق الموصل ومهاراتهم في الزراعة والصناعات التقليدية والتجارية وقدراتهم في عقد شراكات اجنبية لتطوير تلك الصناعات وفتح افاق جديدة لتلك المناطق، وخلق فرص العمل وتشكيل ريادات اعمال، وهناك من المقومات الاقتصادية ما يساعد في ذلك مما يعني ان تلك المناطق الحرة لا بد ان توفر البنى التحتية والحماية لتكون ذات قدرة تنافسية في السوق الاقليمية، ويبدو ان كل تلك الدراسات كانت اضغاث احلام، ولكن الاهم انها وثقت بدراسات علمية ستشهد الايام والسنين بذلك، واليوم اختلفت الرؤية فمستوردات الابقار من بقاع الارض البعيدة جعلت المربين المحليين يحققون الخسائر تلو الخسائر، وحرقت معظم بساتين الزيتون التي يصل عمر اشجارها لمئات السنين في بعشيقة وبحزاني، وهجرت صناعات المؤونة وحلت محلها المستوردات المعباة المريحة وهكذا انتهت حكاية مشوقة من حكايات الموصل ومدنها لفرص استثمارية رائدة ورائعة كان يمكن ان تكون نموذجا في التعايش والريادة واليوم فردا واحد يتاجر بمئات الملايين من الدولارات والالاف عاطلة تنتظر فرصة عمل وعدنا لقصة لا اول لها ولا اخر يبدو كان هذا هدفه ولتعلمنا المنظمات الانسانية الدولية صيغ التعايش ويوزعوا لنا المساعدات .