ذاكرة مكانية ،عوجات محلة النبي شيت
متابعة /عراقيون / صباح سليم علي ، للموصل ذاكرة كبرى تعادل ذكرياتها التاريخية فالذاكرة الحقيقية هي ذاكرة تاريخية أولاً وقبل كل شيء وفيها ومن خلالها تتراكم الرؤية وأسلوب التعبير وحدود اللغة وأبداع الصور والبيان ،أي كل ما يساهم في توسيع مدى الروح الثقافي ويعبر عنه في الوقت نفسه .
تمثل محلة النبي شيت ثقلاً ذاكرياً تاريخياً وتراثياً حيث افترشت الأرض الممتدة خارج سور الموصل في القرن التاسع عشر للميلاد حيث توسد أرضها جامع الأبن الثالث لأبو البشرية أدم عليه السلام ،النبي شيت ولم يبارح هذا المعلم الديني ارضها الا بعد ان دمره برابرة العصر الدواعش لكنه بقى معلماً دلالياً في الذاكرة الشعيية العراقية وشكل هوية ثابتة لأبناء المحل فأينما حلوا وارتحلوا يوصفون ويشار لهم بأنهم من أبناء محلة النبي شيت .
وكذلك بقيت عوجات المحلة مراكز دلالية مكانية ثابتة في الذاكرة الجمعية للأفراد لا يمكن محوها مهما تقادم الزمن فمازالت عوجات المحلة حاضرة على الأرض تشكل خواصر وممرات ومسالك أذ تكونت بصورة عفوية دون تخطيط مسبق لكنها منسجمة مع التكوينات البنائية والهندسة للبيوت التي أتكئت عليها . كما أنها وبطبيعة تشكيلها الضيق وتقارب جدران البيوت التي تقع فوقها أصبحت مظلات تدرأ عن المارين من خلالها حرارة الصيف اللاهب وتحميهم من الرياح والعواصف والأتربة ومازالت العوجات تحمل أسماء العوائل التي سكنت بقربها فهي كالقناطر في المنطقة القديمة