الفوتوغرافي سعد هادي عين الكاميرا وحميمية الامكنة
متابعة /عراقيون/صباح سليم علي ، منذ سنة اقيم على قاعة الخطاط الرائد يوسف ذنون معرض للصور الفوتوغرافية للمصور سعد هادي و لانه وليد مدينة الموصل عزف بكاميرته على أزقتها وعوجاتها وبيوتها ومراقدها ومساجدها.
من هنا تغدو صورة سعد هادي مختلفة عن غيرها أنه لا يبحث عن اللحظة النادرة التي لا يراها الأخرون ليسجلها أو التي يكون فيها الأنسان بوضع قلما يتكرر بل هي اللحظة التي بمقدور المرء أن يلمسها بشكل سهل ولكن كيف يمنحها الدفق والتعبير .
كاميرته ليست متلصصة أو لالتقاط مشاهد مألوفة ووجوه , كثيراً ما نحس بمشاهدتها من قبل صوره الفوتوغرافية
عن المنطقة القديمة والتي تظهر الخراب الذي حل بدورها ومساجدها وكنائسها وبمعالمها التراثية جعل منها لغة حوار ما بين المتلقي والصورة بالضوء الباهر وبملامح الدمار المنتشرة والذي يتسلسل أما من الجوانب او الوسط ليظهر بشاعة الفعل ضد هذه الأمكنة صوره لا تعطي المضمون حيزاً أكبر مما هو موجود داخل حدود الصورة.
انه يسعى لينقل الواقع عبر عدسة الكاميرا كما يفعل مصورو الفيلم التسجيلي فهو يمنح الصورة خصائصها المعبرة وفي سعيه الحثيث أختزل مراحل لا علاقة لها بتلك التي مر بها التشكيل كفن يمت له الفوتوغراف بأكثر
من صلة قربى .
من هنا كانت استجابته كمصور خارج نظريات ومناهج التصوير الأكاديمية المعاصرة انها استجابة وجدانية من أجيال فوتوغرافيي الموصل والتي أغناها بالتنويعات بدءا بمراد الداغستاني وأكوب وعلي الدرويش ونور الدين حسين وأنور درويش وعصام الصراف ورياض العلكاوي وأخرون . وصباح
رشح هذا الفن من خلالهم أن الهدف الأساس الذي يبتغيه سعد هادي ليس صياغة أشكال في قوالب أو مناظر طبيعية أو وجوه انسانية ممتلئة بالصحة أو دعاية لأفكار كي يحقق الجمال صوره تشعرك برهبة الحدث وعمق المأساة الذي يحيط بالمنطقة القديمة