سرمد كوكب الجميل يكتب: عصر الازمات المركبة
مرت على العالم ازمات مالية كثيرة ولكل ازمة سماتها وانماطها وتداعياتها ولكن ان تكون الازمة مركبة فهذا ما هو جديد على العالم ، فمنذ بداية الازمة الصحية في بداية سنة ٢٠٢٠ تبعها فورا ازمة مالية شملت العالم باسره، فتداعت المؤشرات الاقتصادية لاقتصادات الدول قاطبة ومنها التوازن المالي للدول Fiscsl Balance وتبعها الناتج المحلي الاجمالي واسعار النفط وغيرها من المؤشرات وبدات الحكومات بتبني سياسات مالية انفاقية على القطاع الصحي ودعم المؤسسات المالية والمصرفية والسؤال كيف استطاعت تلك الحكومات تقديم ذلك الدعم خارج توقعاتها ؟ وكيف وفرت الاموال لتغطية تلك النفقات لمواجهة ذلك الوباء او الجائحة ؟ وكيف دعمت مؤسساتها المالية والمصرفية؟
ان متابعة اجتماعات قمة العشرين التي عقدت في الرياض وما خرجت به من توصيات وما تناولته من نقاشات عبر اللجان المنبثقة عنها اشرت بان هناك تحديات ستواجه العالم في العقد القادم وقد حملت في مضامينها جوانب لم يكترث البعض لها ، ومنها تحديات المناخ والتغيرات الطبيعية فهل كانت جائحة كورونا بمثابة انذار للعالم بان هناك ما لم يكن في الحسبان وما هو خارج التوقعات يمكن ان يضرب العالم في ايام او اسابيع ويحول مجتمعاتها واقتصادياتها الى وضع مترد وبائس !
لم تكن توقعات قط بان تكون هناك جائحة عالمية وكانت وتبعتها ازمات مالية لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية وحصلت، فقد اختلت التوازنات المالية الحكومية والخاصة وتاكلت مدخرات العالم لعقود لمواجهة تبعاتها المالية فهل سيكون هذا درسا للعالم بحدوث ما لم يتوقعه؟ ترى اذا كانت هناك توقعات بازمات مناخية خلال سنوات العقد القادم وهذا ما عرضته القمة وباتفاق العشرين اقتصاد الاكبر بالعالم ترى ما هي تحوطات الدول والحكومات لما هو غير متوقع؟
واذا تم التركيز على المتوقع فان العالم سيشهد ازمة مناخية اشد واعتى من كورونا بمرات ومرات وستكون تداعياتها وخيمة على بني البشر في معظم ارجاء الارض ترى هل بدا العالم بالتهيؤ والاستعداد لذلك ؟ هذا ما ركزت عليه قمة العشرين لكن الاهم ما هي توجهات وتحوطات الدول النامية والاقل نموا الفاسدة منها وغير الفاسدة الهشة منها والصلبة ؟ انه مستقبل الازمات المركبة فقد تكون ثنائية الابعاد كما حصل في سنة ٢٠٢٠ وقد تكون ثلاثية الابعاد كان تكون: مناخية وصحية ومالية فاين المفر؟.
مما لا شك فيه سيخرج منها من تهيا لها وسيندحر فيها من استهزء بها والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه.