جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين فرع نينوى المعرض الشخصي الثالث للنحات عمر قيس
متابعة /عراقيون/ صباح سليم علي في كل معرض تقيمه جمعية الفنانين التشكيليين فرع نينوى نرى أن هناك تعافياُ بالمشهد التشكيلي في مدينة الموصل وانه تجاوز للفترة المظلمة التي عاشتها المدينة أيام احتلال داعش لها.
كما يكشف عن طاقات شابة مبدعة تزيدنا ثقة بفنانينا التشكيليين وقدرتهم على التجدد والعطاء من هنا يمكننا القول أن النحات الشاب عمر قيس كان هدية مدينة الموصل للفن التشكيلي في العراق في معرضه الشخصي الثالث والذي أقيم على قاعة البهو الملكي بمتحف الموصل والذي ضم مجموعة من أعماله النحتية بحجوم مختلفة يفاجئنا بمواضيع جديدة والتي تحمل دلالات وأفكار متعددة .
لم يحدد عمر قيس عمله بمادة واحدة مثل استخدام الحجر والخشب وخامات أخرى وأحتفظ لكل مادة منها بخصائصها الطبيعية فالمادة هي الطرف الأخر من المعادلة يأخذ منها الفنان ويعيطها فيكون الأبداع.
يكشف عمر أبن النحات التجميعي قيس أبراهيم من خلال أعماله عن عظمة النحت الأشوري والذي يزخر بوهج الحافز الخلاق الأصيل انه يتميز بالعظمة والبساطة التي تخلو من التزويق أضافة الى هذا أنه عبر عن التأثيرات العميقة التي عاشها في فترات القصف ألذي تعرضت له المدينة أبان تحرير المدينة من عصابات داعش .
وتبدو الأعمال كسلسلة من الانطباعات تربط فيما بينها حالة الأمل والتحدي لتجاوز تلك الظروف المأساوية التي هزته أحداثها والملاحظ أن أعماله النحتية المعروضة هي أشكال أو تكوينات.
الفجر الجديد ضد التيار… صراع مع المرض … أمومة..الجنين …رؤيا ..يأس ..تطلعات تائهة ويلعب التداعي والعوامل النفسية دوراً كبيرا في نحته اذ يعتمد معنى ودلالة الشكل أما المادة الخام ألتي يستخدمها في النحت.
فهي بفضل مهارته وبحثه الدؤوب تصبح لها فصاحة خاصة فهي تحمل بين جنباتها أسرارا لا تدلي بها لأحد الا أذا أنتزعها انتزاعاً .
ان ارغام المادة على أن ترتعش بدقة ألة الحفر والعمل على أيجاد التقابل بين الفراغات والأسطح الباردة وبين البروزات الواضحة والأجزاء المتساوية وبين تقابلات الضوء فيما بين العلو والهبوط. كل هذا يضم سر كبيراً هو علة وجود الفنان حيث أن النحات عمر قيس لا يعتبر أن منحوتاته متعة للنظر فحسب بل هي محفزة للذاكرة الجمعية وهي جزء متمم للطبيعة بأضافة الأنسان إليها وها هو تمثال ملا عثمان الموصلي الذي أعاد الحياة إليه يستظل بفيئه الذي يريح ويزيح ثلاثة وثلاثون شهرا حيث يملىء بكتلته الفراغ ويتناغم مع الخضرة التي بدأت تكسو ساحة ملا عثمان الموصلي