المطرب الشعبي محمد زكي والأغنية الفلكلورية
متابعة/ عراقيون/صباح سليم علي
نتساءل دائما عن الطريقة التي تستطيع فيها الأغنية الشعبية أن تفصح عن تأثيرها من خلال الموسيقى على الأوساط الشعبية حتى وجد الجواب المقنع وهو في أعتقادنا إن ذلك يتحقق عندما يعرض اللحن الفلكلوري تماما مثلما توضع حجارة ثمينة في أطار ملائم لها حيث يكون اللحن الفلكلوري بمثابة مقطع رئيس وما يدور من حوله يكون ذو أهمية بالنهوض بالأغنية الشعبية بل من الضروري إن يكون اللحن الفلكلوري مبنيا على خصائص الأغنية الشعبية.
ويتضح مما تقدم مدى تأثير البيئة المحلية على شخصية المطرب محمد زكي الفنية ومدى تقديره لصعوبة التعامل معها وطرح أسئلة للتعرف على المفاهيم الموسيقية وعلى طبيعة الأغنية الموصلية ومدى تأثيرها بأغاني العاصمة والأغنية في جنوب العراق ومحيط الموصل وفي واقع الحال أن طبيعة الموسيقى والأغنية تختلف تماما عن طبيعة علاقة الفنون الأخرى بالمجتمع فالموسيقى كالشعر من أكثر الأشكال قدما وأرتباطا بتقاليد الناس وبهذا فهي أقل عرضة للتغير ( الى حين دخول وأكتساح موجة المنوعات) فالموسيقى والأغنية العراقية الأصيلة ومن ضمنها الموصلية مازالت حية على صعيد الممارسة اليومية ومازالت متمثلة بالقاعدة الأجتماعية التي أنطلقت منها وأقرب شاهد هو ما شاهدناه في ساحة التحرير وترديد المتظاهرين لبعض الأهزوجات التي أقترنت بثورة العشرين ووثبة كانون حيث كانت الذائقة العراقية قادرة على خلق الكلمات المعبرة عن واقع البؤس والفقر وغياب العدالة الأجتماعية فتتحول هتافات الجموع الغاضبة وكأنها مارشات تدك وتطرق جدران بيوت المسؤولين الفاسدين وسرعان ماتتحول الى أغاني ونعود ألى الفنان محمد زكي الذي أدى اللون الغنائي العراقي بروح متطورة متأثراً بإنجازات الموسيقى العربية وحفاظه على ملامح الأغنية الشعبية الموصلية من جهة أخرى أدائه للأغنية ذات النفس البدوي والريفي وخاصة ما أطلق عليه أغاني الجوبة ولقد وجدته متفردا بهذا النوع من الغناء فلعل من المهم القول أنه من أكثر الفنانين من جيله ممن تعتز العوائل الموصليه لدعوته للغناء في الأعراس المقامة في البيوت لرقي أخلاقه وتمسكه بالتقاليد المجتمعية المتعارف عليها أن الأغنية الموصلية بدأت تستعيد عافيتها وبدأت تفرض إحترامها في الأوساط الفنية والأجتماعية ولعلها ستعيد الإعتبار لنفسها