صلاح الحاج يكتب:بقالية البنك المركزي العراقي
في ظل الازمة الاقتصادية التي يعيشها العراق مع إنخفاض أسعار النفط وتداعيات جائحة كورونا الصحية والأزمة السياسية التي تتفاقم يوماً بعد يوم ، ومنظومة الفساد التي يقف العراق على رأس هرم الفساد عالميا.
سؤال يطرح نفسه ، ماهي الحلول المتاحة لدى الحكومة العراقية والبنك المركزي العراقي لتأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الإجتماعية التي أثقلت كاهل الميزانية ، وبالاخص اننا دولة ذات مردود ريعي واحد من العملة الصعبة عن طريق بيع النفط ،ولهذا..
لاخيار أمام الحكومة سوى ، الاقتراض الخارجي من البنك الدولي وفق شروط قاسية،
أو من الدول العظمى وبشروط أكثر قساوة.
أو الاقتراض الداخلي من المصارف الأهلية التي استحوذت على الأرباح من مبيعات البنك المركزي العراقي من الحوالات الخارجية. ولكن هل ستوافق تلك البنوك على مشروع الاقراض وفق فائدة مقنعة ؟ . وكل الخيارات صعبة جداً ، وفي نهاية المطاف سيضطر البنك المركزي العراقي بعد استنزاف كافة الحلول من اللجوء الى خيار آخر فيه مرارة حقيقية سيعيشها المواطن العراقي على وجه العموم وهي ، زيادة سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي ، والسؤال الحكيم والمنطقي ، اوجعوا رؤوسنا بالسياسة الحكيمة التي تبناها محافظ البنك المركزي العراقي السابق علي العلاق ،أين هي تلك السياسة النقدية الرصينة ، مع العلم ان البنك المركزي برمته هو عبارة عن (بقالية ) !! .
وبشكل مبسط جدا ، لا بل البقالية أفضل بكثير فالبقالية بمفهومها البسيط لديها الكثير من (الايتمات) ، والبنك المركزي العراقي تأتيه اشعارات من البنك الامريكي الفدرالي التي تودع به عائدات بيع النفط العراقي ، ويقوم ببيعها الى المصارف الأهلية (والتي انتعشت وربربت من جراء تلك المبيعات )كحوالات خارجية وبأرباح خيالية .
سياسة افراغ خزينة البنك المركزي من محتواها متقصدة من قبل الولايات المتحدة الامريكية بتعاون تام من قبل إدارة البنك المركزي العراقي .