نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد يروي تفاصيل الجريمة المروعة لمقتل “فتى الكرادة” ويطالب بإعدام القتلة “فوراً”
روى نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي، الجمعة، تفاصيل اختطاف الفتى علي سجاد من أهالي منطقة الكرادة وسط بغداد، مطالباً القضاء بـ”إعدام أفراد العصابة” المنفذة وإعلان ذلك “فوراً” لوجود جميع الدلائل، فيما دعا الى عودة مديرية مكافحة الجريمة إبان النظام السابق لممارسة مهامها وتقوية دورها، كونها أمنية لا دخل لها بالسياسة.
وقال الربيعي، “قبل جمعتين اختطف الفتى علي سجاد الخفاجي من منطقة الناظمية الواقعة في قلب منطقة الكرادة خلف معمل الجلود، وهو طالب في الصف الثالث متوسط”، موضحاً أن “الطفل وأثناء عودته من المدرسة وقف ليشترى من الأسواق جبسا وعصيراً، وأثناء ذلك وقفت سيارة سوداء دفع رباعي وترجل منها شخص”، مبينا أن “المختطف ربما يعرف ذلك الشخص كما أننا أيضا نعرفه ونطلق عليه تسمية (العلاس)، فقام هذا الشخص باستدراج الضحية الى السيارة ليترجل منها أربعة أشخاص قاموا باقتياد الفتى عنوة مستغلين صغر بنيته”.
وتابع، أن “الخاطفين قاموا بالاتصال بأهل المختطف وتم مساومتهم على مبلغ 50 ألف دولار، ليتم الاتفاق بان يكون التسليم في منطقة بغداد الجديدة وتم تسليم مبلغ 12 ألف دولار، وتصرفنا مباشرة لدى عمليات بغداد ومن ثم الاتفاق مع الرائد من استخبارات اللواء الأول للشرطة الاتحادية المسؤول عن الكرادة”.
وبين، “تمت المتابعة ومن خلال الهاتف والنقاط استطعنا أن نأتي بالشخص الذي استدرجه قرب السيارة وبشكل سري من خلال مكافحة بغداد الكرادة ولم نستطيع استدراج شخصيات أخرى مباشرةً حفاظا على سلامة المختطف”، موضحاً أن “أفراد العصابة علموا أن مخبرهم في القفص ليقوموا بعدها بقل المختطف، إلا إننا لا نعلم أنهم قتلوه الى أن مضى اليوم العاشر على الحادثة، بعدها تمكنا من جلب الشخص الثاني والثالث والرابع وحتى الخامس لتستمر العملية لمدة 12 يوما لنكتشف بعدها أن المختطف قتل ثاني يوم من تسليم الأموال أي بعد ما علموا أنهم متابعون”.
وأشار الربيعي الى أن “العصابة عملت ما عملت بالطفل حيث تعرض للاغتصاب”، مبيناً أنه “بعد ما علموا أنهم انكشفوا أخذوا الطفل يوم الجمعة الماضية الى حديقة العارف البصري خلف فندق بابل بالضبط قرب حدائق أبو نؤاس مقابل السفارة الأمريكية ومجاور مطعم العائم الجديد، حيث المنطقة التي كانت محمية من الفوج الرئاسي الكردي، لكن الجريمة حصلت في المكان رغم الحراسة نتيجة الإهمال ولا يوجد هناك تواطؤ من الحارس”.
وتابع، “فتح الخاطفون باب الحديقة وتم ضرب الطفل بالسكين في رقبته وبطنه وضربة أخرى في ظهره حتى فقد الحياة، لينزلوا من خلال الدرج الصخري الواقع على ضفاف نهر دجله وحدائق أبو نؤاس الى القصب وتم تغطيته بالماء، وكل ذلك باعتراف العصابة خلال كشف الدلالة لدى مكافحة الكرادة”.
وبشأن أفراد العصابة، للطفل قال الربيعي، إن “الخاطفين أربعة أشخاص وخامسهم هو العلاس (الذي يجلب المعلومات للعصابة عن الضحية قبل خطفه)، أربعة منهم من أهالي الكرادة، اثنين من هؤلاء الأربعة هم من الكراديين القدماء وممن قاموا ببناء مدينة الكرادة وهم من عوائل معروفة بالمنطقة أتحفظ عن ذكرهم، بينما الشخص من بغداد الجديدة منطقة البلديات وهو رأس تلك العصابة”.
وبين، أن “أفراد العصابة غير محكومين سابقاً وهذه أول مرة يتم فيها إلقاء القبض عليهم، وهناك سوابق لديهم بشأن عمليات نصب إلا انه رأس العصابة لديه عملية اختطاف”، لافتاً الى أن “العصابة لديهم شراكة فيما بينهم من خلال سيارة نوع باص (كوستر) تعمل على خط الكرادة داخل، ولم ينكشفوا سابقا لأن ممارساتهم خارج منطة الكرادة”.
ودعا الربيعي الى “إعدام وعقوبة خاطفي الطفل”، مخاطبا القضاء العراقي بالقول “التمس من القضاء بأن يعلن إعدامهم فوراً اذا كانت الأدلة الدامغة مئة بالمئة وحتى كشف الدلالة بحسب ما تم إبلاغنا من المكافحة، بالإضافة الى كل من تورط بالموضوع لكي يكون هناك ردع حقيق للخاطفين مستقبلاً”.
وبشأن ارتفاع وتيرة جرائم الاختطاف في بغداد مؤخراً ولاسيما الشهر الحالي حيث شهد العاصمة 25 حالة خطف معلنة، طالب الربيعي رئيس الوزراء ووكيل وزير الداخلية بـ “تقوية دور المكافحة في بغداد وإعطائهم الدور بإلقاء القبض وتحميلهم المسؤولية على اعتبارهم قوة رادعة ضد الخاطفين، حتى وإن تعود مكافحة الجريمة النظام السابق كون عملهم مهني وغير سياسي”.
وكانت اللجنة الأمنية في مجلس بغداد كشفت في، (21 كانون الأول 2016)، عن تسجيل أكثر من 25 حالة خطف خلال الشهر الماضي، فيما أشارت الى أن الأموال التي يطلبها الخاطفون تصل الى 200 ألف دولار.
يذكر أن العاصمة بغداد تشهد بين الحين والآخر عمليات اختطاف للمدنيين وسرقة للسيارات والأموال من قبل عصابات مجهولة، وكان أخرها اختطاف الصحفية أفراح شوقي من منزلها في منطقة السيدة جنوبي بغداد قبل أربعة أيام، فيما تعلن وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد عن تحرير مختطفين واعتقال العديد من تلك العصابات.