نبذة عن الشيخ صباح الأحمد الصباح.. من تبقى من أولاده؟
رحل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، اليوم الثلاثاء، عن عالمنا بعد عمر ناهز الـ 91 عاماً، تاركاً خلفه سيرة طويلة في العمل الرسمي الذي أمضى فيه نحو 65 عاماً، متدرجاً في مناصب كثيرة منعته، كما يقول، من الاستمتاع كما يريد بهواية صيد السمك التي كانت في الماضي المهنة الأساسية للكويتيين.
النشأة والشباب والعائلة
ولد الشيخ صباح في 16 يونيو/حزيران عام 1929، وهو الابن الرابع من الأبناء الذكور لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح من والدته السيدة منيرة العيار، وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر.
وتلقى تعليمه في البداية بمدرسة المباركية في الكويت، ليكمله بعد ذلك على أيدي أساتذة خصوصيين.
في أربعينيات القرن الماضي، تزوج صباح الأحمد، وكان لا يزال في بداية شبابه، من الشيخة فتوح السلمان الحمود الصباح، ولم يتزوج بعدها، حتى بعد وفاتها في بدايات تسعينيات القرن الماضي، ليمضي باقي حياته أرملاً.
وللشيخ صباح ثلاثة أبناء وبنت واحدة، هم الشيخ ناصر صباح الأحمد، والشيخ حمد، والشيخ أحمد الذي تُوفي صغيرًا في حادث سير في العام 1969، فيما توفيت ابنته الوحيدة سلوى في العام 2002 بعد أن أصيبت بسرطان الثدي.
العمل الرسمي
بدأ الشيخ صباح العمل الحكومي في العام 1955، عندما تم تعيينه رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر، ثم وزيرا للإرشاد والأنباء سنة 1962، قبل أن يتولى منصب وزير الخارجية ابتداء من مطلع العام 1963، ويستمر متقلدا هذا المنصب في جميع الوزارات حتى العام 1991، بجانب شغله مناصب أخرى.
تم تعيينه وزيراً للإعلام بالوكالة مرتين، الأولى في الفترة بين 1971-1975، والثانية بين 1981-1982، وبين الفترتين عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء مطلع عام 1978، ليشغل المنصب ذاته في العام 1985، ويُعين نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء في عام 1992.
في 13 يوليو/تموز 2003 تم تعيين الشيخ صباح رئيساً لمجلس الوزراء، قبل أن يتولى مقاليد الحكم في البلاد يوم 29 يناير/كانون الثاني 2006 بعد نقل مجلس الأمة سلطات الأمير سعد العبدالله السالم الصباح إلى مجلس الوزراء بسبب أحواله الصحية، وبايعه أعضاء مجلس الأمة بالإجماع بعد اختياره من مجلس الوزراء لهذا المنصب عقب تسلمه السلطات الأميرية.
أمير محبوب
يبدي الكويتيون على الدوام مشاعر حب واحترام لأميرهم الشيخ صباح الذي يحضر كثيراً من مناسباتهم ويستقبلهم في المناسبات العامة، ويحظى بتعاطفهم مع كل وعكة صحية يتعرض لها.
في العام 2015، حضر الشيخ الصباح إلى مسجد الصادق في العاصمة الكويت بعد وقت قصير من تفجير انتحاري داخله خلف أكثر من 25 قتيلاً وعشرات الجرحى، وظهر بين الناس الذين تجمعوا في المكان رغم تحذيرات حرسه الخاص من خطورة وجوده مع احتمال حصول انفجار جديد.
وقبلها بعام، منحت منظمة الأمم المتحدة الشيخ صباح لقب قائد العمل الإنساني؛ تقديراً لجهود بلاده في دعم خطط ومشاريع الأمم المتحدة في الدول الفقيرة، أو التي دمرتها الحروب والصراعات.
في تصريحات قديمة منسوبة للأمير الراحل، الذي عاصر كمسؤول رفيع الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت وأحداث الربيع العربي، لم ينسَ هواية الصيد البحري، وكان يقضي إجازته صياداً يحاكي حياة الكويتيين في عصر ما قبل اكتشاف النفط، عندما كان البحر مصدر رزق الكويتيين الوحيد.