بعد تفجير عبوة ناسفة على قافلتها.. بعثة الأمم المتحدة في مرمى نيران المليشيات
هددت ميليشيات مسلحة عراقية، بعثة الأمم المتحدة، في البلاد، باستهدافها، بداعي استخدام سيّاراتها من قبل القوات الأمريكية، فيما أصدرت البعثة بياناً بشأن طبيعة عملها في البلاد.
وانفجرت عبوة ناسفة، الأسبوع الماضي، أمام قافلة سيارات لمنظمة الصحة العالمية، عندما كانت في طريق أربيل – الموصل؛ ما أدى إلى إصابة موظفة عراقية الجنسية تعمل في المنظمة، واحتراق أجزاء من السيارة التي كانت تقلها.
ويوم الجمعة ، هددت ميلشيا عراقية، تطلق على نفسها، ”سرايا أولياء الدم“ البعثة الأممية، بحرق عجلاتها واستهدافها.
وقالت الميليشيا في بيان: ”تأكد لدينا أن قوات الاحتلال الأمريكي تستخدم عجلات البعثة الدولية في العراق، لغرض التنقل، من مكان إلى آخر، وإننا نهيب بكم ألا تكون آلياتكم غطاءً للمحتل، وبعكسه فإننا سنضطر إلى ضرب عناصر الاحتلال الأمريكي، في آلياتكم، وحينها ستحرق عجلاتكم في الشوارع العراقية“.
وأضافت: ”نذكركم أن آليتكم التي استهدفناها بتاريخ 26/ 8/ 2020 كانت تقل ضابطاً من CIA وكان بالإمكان إحراقها تماماً، ولكن أردنا إيصال الرسالة لكم“.
واعتبر مراقبون عراقيون، هذا التوجه الجديد، مشروعاً لعزل البلاد عن العالم، خدمة لمصالح بعض الدول، خاصة وأن بعثة الأمم المتحدة كان لها دور في تشريع الكثير من القوانين، وتقديم استشارات للحكومة والبرلمان بشأن جملة من القضايا، مثل حقوق الإنسان، ومحاربة الفساد وغير ذلك.
ومنذ بدء الاحتجاجات الشعبية، مارست البعثة دوراً مكثفاً للدفاع عن الناشطين، ضد عمليات الاغتيال، وملاحقة المجموعات المسلحة، فضلاً عن زيارة رئيسة البعثة جينين بلاسخارات إلى ساحة التحرير، واللقاء بالمتظاهرين، وهو ما اعتبرته مجموعات مسلحة، دعماً كبيراً للتظاهرات والناشطين.
ويقول الناشط في مجال حقوق الإنسان، وسام العبدالله، إن ”بعثة الأمم المتحدة، كان لها دور في بعض المجالات، ولم تؤثر بشكل سلبي على الوضع العراقي، حتى يتم استهدافها بهذا الشكل من قبل مجموعات مسلحة، تحت ذرائع مختلقة، وواضح أنها تهدف إلى إيجاد مسوغ لإخراج البعثات الدولية والدبلوماسية من العراق“.
وأضاف لوسائل إعلام عربية، أن ”تهديد البعثة الدولية يمثل انتكاسة كبيرة، لمجال حقوق الإنسان، وأمن الدبلوماسيين في العراق، وستنعكس تلك الممارسات على وضع البلد بشكل عام وصورته أمام المجتمع الدولي، خاصة وأن هذه البعثة لديها أعمال مدنية كبيرة في العراق، حيث تشرف على جملة مشاريع خدمية في المحافظات المدمرة“.
ويأتي استهداف البعثة الدولية، ضمن حملة واسعة، تطال الوجود الدبلوماسي الغربي في العراق، مثل سفارة الولايات المتحدة، والشركات الأمنية المتعاقدة مع الحكومة العراقية، حيث رحلت شركتان أمريكيّتان خلال الشهرين الماضيين، كانتا تقدمان خدماتهما لقاعدة بلد الجوية التي تضم طائرات F16 وهو ما أدى إلى فوضى في البرنامج بسبب الفساد والإرباك.
بدورها، أوضحت بعثة الأمم المتحدة، طبيعة عملها في العراق، مشيرة إلى تقدم مشوراتها في المجالات الخدمية العامة والسياسية والاقتصادية.
وذكرت المفوضية في بيان، أصدرته اليوم السبت، أنه ”في ظلّ حادثة تفجير عبوةٍ ناسفةٍ مؤخراً أثناء مرور قافلةٍ إنسانيةٍ تابعةٍ للأمم المتحدة على طريقٍ في محافظة نينوى، ما أدى إلى إصابة موظفٍ وإلحاق أضرار بالمركبة، تودّ الأمم المتحدة أن تجدّد التأكيد على أنها تخدم جميع الناس في العراق مسترشدةً بمبادئ الحياد والصالح العام، وتتواجد الأمم المتحدة في العراق بناءً على طلب حكومة العراق، ومعها تتعاون وتنسق عن كثب“.
وأضافت، أن “ العراق عضوٌ مؤسسٌ في منظمة الأمم المتحدة، ونحن نؤدي عملنا في العراق بالتعاون والتنسيق الكاملين مع السلطات المحلية والإقليمية والوطنية، وفي إطار الامتثال الكامل للقوانين المعمول بها، ويسترشد ويلتزم موظفو الأمم المتحدة بالمُثُل والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة“.
- وفاة نائب رئيس الوزراء المصري الأسبق يوسف والي
- صحف عالمية: لبنان يبحث عن الأمل الضائع تحت أنقاض بيروت.. وأنبوب الغاز الروسي يضع ميركل في موقف حرج
وأكدت أنه ”واجبٌ على جميع موظفي الأمم المتحدة الامتثالُ لقواعدَ صارمةٍ تحكم الأنشطة التنفيذية والأفعال الفردية، وتُستخدَمُ جميع ممتلكات الأمم المتحدة حصرياً لتنفيذ تفويض الأمم المتحدة، وأيّة ادعاءاتٍ بتحيز الأمم المتحدة تجاه منظماتٍ أُخرى أو دولٍ أعضاء بمفردها لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وهذه الادعاءات الزائفة تضرّ بالعراقيين أنفسهم الذين تسعى الأمم المتحدة لمساعدتهم“.
وتابعت: ”تقدم الأمم المتحدة في العراق الدعم المنقذ للحياة للناس في العراق خاصة من النازحين واللاجئين والشرائح الضعيفة الأُخرى من السكان. وحتى يومنا هذا، لا يزال الملايين من الناس يستفيدون من هذه الخدمات، مع إنفاق مليارات الدولارات في العراق على البرامج التي ترعاها الأمم المتحدة، والعديد من المجتمعات المتنوعة تعتمد بشكلٍ حاسمٍ على المساعدة الإنسانية في هذا الوقت الحرج من الجائحة“.
للتصحيح أو إبداء أي ملاحظات desk@eremnews.com