تسلمتُ جثته في يوم عيد ميلادي.. عراقية تعفو عن قاتل ولدها ’سفاح نيوزلندا’
شهدت المحكمة العليا في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية اليوم الاثنين أولى جلسات النطق بالحكم على منفذ مجزرة المسجدين التي أسفرت عن مقتل 51 شخصا وجرح 40 آخرين من الجالية المسلمة بالمدينة خلال أداء صلاة الجمعة في مارس/آذار من العام الماضي.
واستمع قاضي المحكمة العليا إلى شهادات بعض الناجين من المجزرة وذوي الضحايا، وستستمر جلسات الاستماع على مدى 4 أيام قبل النطق بالحكم.
ومن بين الشهادات التي تقدم بها أهالي الضحايا اليوم، كانت شهادة جنة عدنان عزت، الخطاطة والمهاجرة العراقية التي قتل ابنها حسين العمري (35 عاما) والتي خاطبت مرتكب المذبحة في نهاية شهادتها المؤثرة بالقول “لقد قررت أن أعفو عنك.. لأن قلبي لا يحمل الكراهية.. ليس لدي خيار آخر”.
ووفقا لتقرير بصحيفة نيوزيلند هيرالد (New Zealand Herald) النيوزيلندية، فقد استلمت جنة جثة ابنها القتيل حسين الممزقة بالرصاص في يوم عيد ميلادها، الذي صادف ذكرى عيد الأم في الشرق الأوسط.
وقالت الأم الثكلى في شهادتها أمام المحكمة اليوم “كان (ابني) يهديني الزهور في عيد ميلادي، ولكن بدلا من ذلك استلمت جثته”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرتكب المجزرة المواطن الأسترالي برينتون تارانت (29 عاما)، الذي كان يجلس في قفص الاتهام بالمحكمة محاطا بأفراد الأمن، أومأ إيماءة خفيفة برأسه ومسح دمعة سالت من عينه وهو يستمع لشهادة جنة حول مقتل ابنها وقرارها العفو عنه.
وتضمنت شهادات الضحايا الناجين من المجزرة وعائلات القتلى قصصا عديدة عكست مشاعر الرعب والحسرة والأعمال البطولية التي عاشوها خلال ذلك اليوم العصيب وتداعياته، كما تضمنت الكثير من التحدي والتأكيد على أن الهجوم لن يفلح في كسر عزيمتهم أو إرهابهم.
ومثلت جلسة الاستماع المرة الأولى التي يواجه فيها ضحايا المجزرة السفاح الذي هاجمهم وباقي المصلين العزل في مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش وقت صلاة الجمعة منتصف مارس/آذار 2019.
وفي شهادته أمام المحكمة اليوم، أعرب الناجي من الهجوم خالد النوباني عن شعوره بالأسى لأنه لم يتمكن من مساعدة عدد أكبر من الناس في ذلك اليوم، مؤكدا أن الهجوم أوجع قلبه ولكنه لن يكسره، وخاطب منفذ المجزرة بالقول “لقد أصبحنا أكثر اتحادا، والفضل في ذلك يعود إليك”.