خطوة تمرّر جسراً من قريتي الفاضلة وباريمة لأهالي بعشيقة وبحزاني….تقرير جميل الجميل
“كنتُ أتأمل حينما كنتُ أطرق باب أخي الإيزيدي كيف ستكون إبتسامته حينما يتلقّاني أمام بيته لأعطه سلّة غذائية وأقول له أنا أخوك من قرية الفاضلية أودّ أن أسلّمك هذه السلّة مع رسالة أهالي الفاضلية وباريمة لنبيّن لكم تضامننا وحبّنا لكم ليس في وقت فايروس كورونا وإنّما في كلّ الأوقات”.
تحت شعار “لنبدأ بخطوة من أجل السلام” وضمن حملة “خطوة” لدعم ومساندة العوائل المتعففة في فترة فايروس كورونا، بادر نشطاء من قريتي الفاضلية وباريمة بالتعاون مع مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز بعشيقة بتوزيع سلّات غذائية على العوائل المحتاجة في بعشيقة وبحزاني.
بدأت الحملة بتوجيه رسائل فارغة إلى أهالي قريتي الفاضلية وباريمة حتى يوجّهونها إلى أهالي بعشيقة وبحزاني، فتمت كتابة رسائل التضامن والسلام والتعايش في فترة فايروس كورونا، ومن ثمّ تم تغليف السّلات الغذائية محمّلة بهذه الرسائل التضامنية وإنطلق توزيع هذه السّلات الغذائية على العوائل المتعففة ذات الدخل المحدود والتي تأثّرت بحظر التجوال صباح هذا اليوم الموافق 18 أيّار 2020 بمشاركة واسعة من المتطوّعين والنشطاء من مختلف مكونات نينوى.
اختلفت هذه المرّة مفاهيم التكافل الإجتماعي لتكون أعمق وأكثر معنى من تسليم سلّة غذائية فقط بل تضمّنت هذه الحملة رسائل مصالحة وتعايش بين قرى ناحية بعشيقة ومركز الناحية، رسائل تضامن ودعم لمسح الصور النمطية وكسر قيود التباعد الإجتماعي التي حصلت في هذه الظروف، كانت رسائل إيجابية نقلتها حملة خطوة.
قال الشيخ رامي العبادي، رجل دين وعضو فريق منع الصراع من مركز الموصل ” لقد شاركت في هذه الرسائل الايجابية التي نقلها مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى وخاصة في هذا الوقت الصعب، حيث كانت حملة خطوة من الحملات المهمة التي بنت جسرا بين قرى ناحية بعشيقة ومركز الناحية، بين الأهالي، بين المكونات، وخاصة حينما كتب أهالي قريتي الفاضلية وباريمة رسائل تبثّ عن روح السلم المجتمعي وعن شعورهم ورغبتهم بالاندماج سوية،
ويبيّن الشيخ رامي، بأنّ هذه المبادرات المهمة هي التي تبقى وتستمر لتكون مفتاحا لكافة الابواب المغلقة وخطوة لهدم الجدران التي بنتها الصور النمطية، حقيقة أنّ هذا الوقت هو الذي أثبت أسمى صور التكافل الاجتماعي والمحبّة والتعاون بين المكونات في محافظة نينوى، واليوم في بعشيقة كانت خطوة مهمة من أجل إيصال الرسالة الاجتماعية المهمة”.
وأشار سليمان نعمت ، فوتوغرافي من قرية الفاضلية وأحّد المشاركين في حملة خطوة “شاركت مع مجموعة من شباب قريتي الفاضلية وبعشيقة في حملة توزيع السلّات الغذائية على العوائل المتعففة في بعشيقة وبحزاني بدعم من مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى، ومن خلال مشاركتي هذه ولكي اكون واضح التعبير من خلال حملة اليوم وأنا أطرق ابواب إخوتنا الإيزيديين للحظة قبل أن يتم فتح الباب كنتُ أتأمل كيف ستكون ابتسامة صاحب البيت المصاحبة بفرح حينما يلتقيني وأسلّمه السلّة الغذائية واشدّ على يده وأقول له ( أنا اخوك من قرية الفاضلية، أتمنى لك السعادة الدائمة مع زخم بالمشاعر وتعابير حب وسلام ومودة تملأ الجو بالطمأنينة بعيدا كل البعد عن التصنع”.
هكذا تحلّقت رسائل السلام والتضامن في بعشيقة، ضمن أنشطة مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى في وقت فايروس كورونا، حيث استمرت أنشطة المشروع الكترونيا وقت حظر التجوال لكنّها الآن أصبحت على أرض الواقع.
وأكّد عمر السالم منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى ” هذه الخطوة هي خطوة خير ومحبّة أطلقها مشروعنا لتعزيز المصالحة المجتمعية وإزالة كافة الصور النمطية التي أفرزتها الحروب والأوضاع التي عصفت بمحافظة نينوى، ويأتي هنا دورنا لنعيد التلاحم والتشابك المجتمعي بين مكونات ناحية بعشيقة من خلال رسائل التضامن والحب،
ويوضّح عمر السالم، بأنّ إشراك أهالي الفاضلية وباريمة والقرى الأخرى في تعزيز رسائل التضامن والمصالحة هي مرتكز من مرتكزات بناء السلام وتقوية التماسك بين المكونات، هذه الحملة ليست فقط توزيع سلّات غذائية بقدر ما هي رسالة مهمة للتضامن وكسر الجدران التي بنتها الترويجات الخاطئة في الإعلام، نعم كانت رسالة اطمئنان وجسر بناه متطوّعوا الفاضلية وباريمة لبعشيقة وبحزاني بدعم وتمويل من مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز بعشيقة”.
جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).