محللون : رؤية ثاقبة للسيد أثيل النجيفي عن مجريات الصراع الامريكي الإيراني
يؤكد محللون ومتابعون للشأن العراقي أن رؤية القيادي بجبهة الانقاذ والتنمية ومحافظ نينوى السابق السيد أثيل النجيفي ، عن مجريات الصراع الامريكي الإيراني تؤشر قدرة قيادية فائقة على إدارة الأزمات، وهو السياسي المحنك الذي لديه القدرة على تشخيص مشكلات العراق بكل جرأة وموضوعية، ويضع لها حلولا عملية ومعالجات واقعية، نابعة من حرص وطني أكيد ، وشعور عال بالمسؤولية الوطنية، وهو فوق كل هذا يحظى بقدرات عالية على الإقناع ، ويتابع تصريحاته ووجهات نظره ، ويصدقها الخصوم قبل الأصدقاء!!
ويستدل هؤلاء المتابعون للشأن العراقي والمحللون الى جملة مواقف أدلى بها السيد أثيل النجيفي ، بتصريحات ومواقف قبل سقوط الموصل وبعدها، وخلال الأزمات التي تفاقمت الان في العراق، وتجد تصريحاته الأخيرة بشأن مدخلات ومخرجات الصراع الامريكي الايراني، وكيفية ادارة الأزمة في ظل هذا الصراع ، ما يوحي اليك أنك امام شخصية متمكنة من نفسها وهو ذو عقلية ناضجة وواعية ولديها المقدرة على الإمساك الفاعل بزمام الأمور ، وتؤشر تصريحاته جوانب الخلل وحالات الاخفاق بلا لف أو دوران ، وهو يضع النقاط على الحروف ، ويرسم إفاقا وحلولا ومعالجات ترتقي الى حجم تراكمات الأزمة ، وترى تصريحاته أكثر إقناعا ، وهي تحظى بمقبولية كبيرة لدى الكثيرين من أقطاب السياسة ومن جمهوره العريض الذي يتابع تصريحاته وحواراته عن كثب!!
وقد شخص السيد أثيل النجيفي الخلل في العلاقات الامريكية العراقية وما يعترضها من عقبات خلال حوار جرى قبل يومين مع قناة زاكروس الفضائية عندما أوضح : “أن ما اتسمت به العلاقة الامريكية العراقية هو عدم الوضوح وكأنها علاقة “شبحية “.. واشارته الى ” التناقض ” في مواقف الحكومة العراقية والبرلمان ..!! فمن جهة كما يقول السيد أثيل النجيفي فان الحكومة تطلب تواجد القوات الامريكية خلال فترة ازمات المواجهة مع داعش وما بعدها ، ولم تقدم أي طلب بخروج القوات الامريكية من العراق ، وفي نفس الوقت يصدر البرلمان قراره بإخراج القوات الامريكية من العراق ، برغم ان داعش مايزال يشكل تهديدا لأغلب المحافظات وبخاصة الانبار وديالى وكركوك ، وبالتالي تعمل تلك القوى على تهييج الرأي العام العراقي ضد الامريكان وضد مصالحهم في العراق .. !!
ويتوصل السيد أثيل النجيفي من خلال هذه المواقف المتناقضة مابين الحكومة والبرلمان الى ان “هذا التناقض الموجود مابين جهتين رسميتين في العراق هو من يضع العلاقة ما بين العراق وامريكا بعلاقة إرباك غير واضحة المعالم”.
ويشخص السيد أثيل النجيفي دوافع تلك الأزمة ، من وجهة نظر المتابعين للشأن العراقي ، الى أن ” الولايات المتحدة الان تريد ان تضع هل ان العراق ماض في علاقات طيبة مع الولايات المتحدة ام ماض في علاقات عدائية معها لاسيما وانه مقبل على ازمات كبيرة قادمة”.
ويعود السيد أثيل النجيفي ليحذر من تحركات الاحزاب الدينية الشيعية ودوافعها واهدافها ، مشيرا الى ” أننا اليوم أمام أزمة سياسية قد تطيح بالعملية السياسية والعراق او الكتل السياسية والاحزاب الدينية الشيعية التي تدور في الدوامة الايرانية.. لافتا الى ان تلك القوى مهددة بالانهيار وانهيار العملية السياسية وانهيار كتلها ايضا ، وبالتالي فهي تريد من يحافظ عليها من الإنهيار..كما أن تردي الوضع الاقتصادي بعد انخفاض اسعار النفط والعجز الحكومي الواضح يؤكدان ماذهبنا اليه…هكذا يقول السيد النجيفي!!
ويؤكد محافظ نينوى السابق أن ” الاحزاب الشيعية الدينية التي تسير في الفلك الايراني هي المسيطرة على كل مفاصل الدولة وبذلك فهي الحاكمة في الموضوع، متسائلا : ” ماقيمة قول القائد العام للقوات المسلحة بأن العراق لايقبل تدخلا في شؤونه الداخلية وايران تلعب في الشؤون الداخلية العراقية.. !!
وهنا يعود ليؤكد من جديد ليؤكد مرة اخرى ” أننا أمام مفارقة متناقضة : فنحن أمام صورة غير واضحة وكانها كرة يتقاذفها في الملعب مابين أقوال رسمية واقوال تحسب على هذه الجهة او تلك.. والكتل الشيعية هي الحاكمة وهي لاتستطيع ان تقول للكتل السنية الموجودة انها خارج الدور السياسية وخارج القرار السياسي ، والكتل الكردية منزوية ايضا ، وعندما يجري التفاوض فان الخارجية والقيادة العامة بيد الكتل الشيعية ، وكل شيء بمفاصل الدولة بيد هذه الكتلة وهي ليست الشيعية بصورة عامة ، ولكن أقصد بالتحديد الاحزاب الشيعية الدينية والتي تسير في الفلك الايراني ..هذه هي المسيطرة على كل مفاصل الدولة وبذلك فهي الحاكمة في الموضوع .
ويؤشر السيد أثيل النجيفي جوانب الخلل في العلاقات الامريكية العراقية ، لافتا الى ” أنه في هذه المفاوضات الطرف الاضعف هو العراق والطرف الاقوى هو الولايات المتحدة الامريكية، مشيرا الى أن ايران هي المسيطرة ايضا وامريكا في داخل العراق ضعيفة ولكن الازمات التي تمر بها الدولة العراقية مثل الازمة السياسية ، والعملية السياسية مهددة بالانهيار .. وهذه العملية السياسية هي التي حفظت اتباع ايران في السلطة حتى الان ،وبالتلي فهم مهددون الان بالزوال نتيجة غضب الشارع وليست نتيجة وجود امريكا بل نتيجة الفشل، ولهذا فهم يشعرون انهم مههدون بالزوال..!!
والنقطة الثانية ، كما يقول السيد أثيل النجيفي هي الوضع الاقتصادي المشرف على الانهيار ويحتاج الى دعم دولي ويحتاج الى دعم الولايات المتحدة الامريكية ، وكذلك الوضع الامني.. حيث بدأت داعش مرة ثانية بالتواجد في بعض المناطق ،وهناك تهديد لها في اكثر المناطق، وهناك غضب الشارع تجاه الاوضاع الداخلية للبلد وتردي وضعه الاقتصادي..والدولة العراقية هي الطرف الضعيف ، ولذلك الولايات المتحدة بحاجة لان يكون هناك موقف واضح ..وفي قناعتي كما يقول السيد أثيل النجيفي، أن الكتل الشيعية التي هي الان أمام الاعلام تنادي بخروج القوات الامريكية من العراق وهي في حقيقة أمرها لاتريد خروج القوات الامريكية .. لافتا الى انها تخدع الشعب العراقي فقط ، وكان باستطاعتها ان تجبر الحكومة على تقديم طلب رسمي بخروج القوات الامريكية من العراق ، ولهذا نعتقد ان امريكا ليست بحاجة الى ان تطلق هذا الحوار لكي تبقى في العراق، ولكن هي بحاجة لكي تضع العراق أمام مفترق طرق ..أما أن تقبلنا بمصالحنا وبمصالحك التي ستسفيد منها او ترفضنا ..هي تريد من العراق أن يكون واضحا معها : أما ان تقبلنا نحن ككل بما لدينا من مصالح في العراق وبما نعطيك من مصالح او ترفض الجميع ..ولايقبل من الحكومة العراقية أن تطلب من امريكا ان يستفاد العراق من مصالح امريكية وتمنع المصالح الامريكية عن العراق .
ويتوصل السيد أثيل النجيفي الى نتيجة منطقية بشأن مسارات العلاقات الامريكية العراقية وكيفية معالجة إخفاقاتها الى انه ” من المفيد ان يعرف العراق الى أين سيسير ويحدد علاقته : هل نحن نحتاج الولايات المتحدة بما فيها من مصالح وماذا تريد الولايات المتحدة منا لكي تعطينا هذه المصالح ..ويجب ان نعرف مالنا وما علينا وايضا الولايات المتحدة تعرف هذا الشيء مالها وما عليها ..هذه النقطة هي الغامضة والكتل السياسية دائما ما تلعب على هذا الغموض ، وتحاول الاستفادة قدر الامكان ولكن لاتعطي الالتزامات التي لديها.
وهنا يشير المحللون والمتابعون للشأن العراقي الى الحقيقة المرة التي كشف عنها السيد أثيل النجيفي في ختام حواره مع قناة زاكروس الفضائية يوم الاربعاء الماضي ، فيؤكد ” انه ينبغي تحديد من سيتفاوض مع الامريكان ، والمفاوض هنا يكون من طرف واحد ، وهو يمثل بالتحديد ليس كل الشيعة بل الاحزاب الشيعية الدينية، ولن يغامروا بأن يكون المفاوض ان يخرج عن اطارهم حتى لو جاءوا بسني او كردي فيجب ان يكون هذا السني او الكردي ضمن عباءتهم ..والمفاوض من هذه الاحزاب الدينية هو الذي سيفاوض وبالتالي ما نعاني منه في مناطقنا السنية لن يكون على طاولة المفاوضات ، وما يريده الاكراد في مناطقهم لن يكون على طاولة المفاوضات.. !!
ويختتم السيد أثيل النجيفي رؤيته واستناجاته عن نتائج تلك المفاوضات مع الامريكان بالقول : ” لهذا نحن واثقون بان نتائج المفاوضات لاتمثل رأيا عراقيا انما تمثل مصالح الكتل التي الان هي مسيطرة على العراق ، وهذه المفاوضات لاتمثل الرأي الشيعي فقط بل الاحزاب الدينية الشيعية فقط وليس كل الشيعة ، ولهذا اعتقد ان المفاوض العراقي ستكون اولويته في المفاوضات هو الابقاء على مسار العملية السياسية الحالي وطلب دعم الولايات المتحدة لمنع التغيير .. هذه أول نقطة سيتمسك فيها المفاوض العراقي بينما الشعب العراقي يريد التغيير!