صباح الاطرش يكتب : مبدعو نينوى أصالة وتجدد
على الرغم من محاولات تدمير حضارة نينوى وتاريخها وشواهدها وشواخصها، ومركزها الموصل, وطمس إرثها وعراقتها وأصالتها وشأوها المميز في التقدم الحضاري والثقافي، فقد بقيت جذورها العريقة الغائرة في عمق أرضها الطيبة المعطاء، وفي عقول وقلوب وضمائر أبنائها الأوفياء, ظلت حية وفاعلة، ورفضت الموت على أيدي من أراد قتلها, وها هي تخيب آمال من أراد بها السوء, وتعود من جديد لتعلن عن حيويتها وأصالتها وقدرتها على التجدد والبقاء كما قدر لها أن تكون, رأس العراق المبدع والمفكر والقائد, وذلك من خلال فوز أبنائها المبدعين في المسابقة العالمية بجائزة الطيب صالح في النقد الأدبي التي أقيمت في العاصمة السودانية الخرطوم قبل أيام،
وشارك فيها الآلاف من المبدعين العرب والعراقيين، كان الفوز بالجوائز الاولى من نصيب الناقد والشاعر الدكتور فيصل صالح القصيري, الذي حصل على الجائزة الأولى في النقد الأدبي عن دراسة تناول فيها السيرة الذاتية والإبداعية للشاعرة العربية فدوة طوقان، وفوز الناقد عبد الكريم يحيى الزيباري بالجائزة الثالثة في النقد الأدبي عن دراسته( شهرزاد في العواصم العربية: سوسيولوجيا السرد النسوي) وهما العراقيان الوحيدان اللذان فازا في هذه المسابقة العالمية الكبيرة هذا العام.
وبهذا فهما قد رفعا راية الإبداع العراقي عاليا وأثبتا للعالم أجمع بأن الشعب العراقي الحي تبقى جذوره حية لن تموت, وقادرة دائما على دحر التحديات التي تواجهه والتغلب عليها مهما كان حجمها.
وتبقى نينوى التاريخ والأصالة, قادرة على النهوض من الكبوات التي تتعرض لها, وتتقدم صفوف العراقيين في كافة المجالات ومنها مجال الإبداع الثقافي والأدبي.
مبارك لنينوى والموصل والعراق هذا المنجز الكبير، ويحق لأبناء هذه المحافظة أن يفخروا بعطائهم الإبداعي، وأن يباهوا الدنيا بهذا المنجز الثمين الذي حققوه للعراق، على الرغم من الدمار الذي أصاب مدينتهم، والتي لا تزال آثاره ماثلة على الأرض حتى يومنا هذا.