مصادر سياسية تكشف عن سبب تلميح كتل بعدم التصويت لحكومة علاوي
كشفت مصادر سياسية، الأربعاء، عن سبب تلميح بعض الكتل السياسية بعدم التصويت لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، الذي كشف عن وجود مخطط لإفشال تمرير الحكومة يتمثل في دفع مبالغ باهظة للنواب وجعل التصويت سريا.
وذكرت المصادر في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام عربية، تابعها ديجيتال ميديا إن آر تي، اليوم، 26 شباط 2020، ان “رئيس الوزراء المكلف رفض طلبات من قوى سياسية شيعية وسنية وكردية بإشراك ممثليها في الحكومة فانقلبت عليه، وراحت تتحدث أمام الشارع عن أن تكليف علاوي لا يحقق مطالب المتظاهرين وأن قرار التكليف لم يكن دستوريا، ما استدعى دخول رئيس الجمهورية برهم صالح في دائرة السجال الإعلامي ليؤكد أن اختيار علاوي تم بعد موافقة صريحة من غالبية القوى الشيعية والسنية والكردية”.
وأضافت ان ” تلميحات علاوي، بالاعتذار ربما تكون مقدمة لخطة أعدها مسبقا تتضمن قلب الطاولة على الأطراف السياسية، ومكاشفة الجمهور بمطالبها البعيدة عن مصالحه، ما يضع رئيس الوزراء المكلف في جانب المحتجين الذين أسقطوا حكومة عادل عبدالمهدي، وهددوا جميع المراكز السياسية الراسخة”.
فيما عزا مراقب سياسي عراقي، عدم منح الأحزاب الثقة لحكومة علاوي، على الرغم من الرفض الشعبي لاختياره، لأسباب تتعلق بخشية تلك الاحزاب من أن يكون ذلك بداية لتنازلات ستحرمها من الكثير من امتيازاتها.
وقد ألمح علاوي، في تغريدة له أمس، إلى أنه يدرك طبيعة الحراك الذي يستهدف إحباط مساعيه لتشكيل حكومة مستقلة، حيث كتب “لقد وصل إلى مسامعي أن هناك مخططا لإفشال تمرير الحكومة بسبب عدم القدرة على الاستمرار في السرقات لأن الوزارات ستدار من قبل وزراء مستقلين ونزيهين”، وتابع أن “تفاصيل المخطط تتمثل في دفع مبالغ باهظة للنواب، وجعل التصويت سريا خلال جلسة منح الثقة”.
كما أكدت المصادر ان “رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، حمل رئيس الجمهورية مسؤولية اختيار علاوي لتشكيل الحكومة، مؤكدا أن برهم صالح ارتكب مخالفة دستورية برفضه تكليف شخصيات طرحت أسماؤها قبل علاوي، لكن صالح رد سريعا بالقول إن رئيس البرلمان حضر شخصيا مراسم تكليف علاوي، ووافق على القرار صراحة”.
فيما بين مراقبون ان “علاوي أبدى صلابة غير متوقعة خلال مرحلة اختيار أعضاء كابينته، ولم يصغ إلى مطالب الكتل السياسية التي يهمها أن تحافظ على مكاسبها ونفوذها في مؤسسات الدولة”.
وأشارت المصادر إلى ان “علاوي، إذا لم يكن قد قرر فعلا استرضاء المعترضين خلال اليومين القادمين، فإنه لن ينتظر حتى يسقطه البرلمان علنا، وسيتخذ خطوة تقربه من الشارع المحتج ضد فساد الطبقة السياسية وتحكم الأحزاب بمقدرات البلاد