مسؤولون امريكيون وعراقيون يكشفون تفاصيل الهجوم على”كيوان”: 30 صاروخا اصابها
كشف مسؤولون أميركيون وعراقيون السبت تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي تعرضت له قاعدة عسكرية عراقية تضم قوات أميركية في مدينة كركوك مساء الجمعة.
وقال مسؤول أميركي مطلع على التحقيق لوكالة فرانس برس إن 30 صاروخا على الأقل أصابوا قاعدة “K1” بما في ذلك مستودع ذخيرة، ما تسبّب بمزيد من الانفجارات، بينما عُثر على أربعة صواريخ أخرى في أنابيبها داخل شاحنة في النقطة التي أطلقت منها الصواريخ.
ووصف المسؤول، الذي اشترط عدم كشف اسمه، الهجوم بالأكبر بين سلسلة ضربات صاروخية طالت مصالح الولايات المتحدة في العراق منذ نهاية أكتوبر وأسفرت عن مقتل جندي عراقي وإصابة آخرين بجروح إضافة إلى التسبب بأضرار في محيط مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد.
من جهته أكد مسؤول في أجهزة الأمن في كركوك لفرانس برس أن “القذائف استهدفت القاعدة الأميركية وسقطت في باحة القاعدة وغرفة لعقد الاجتماعات” قائلا “إن القصف كان دقيقا جدا”.
وافاد مصدر أميركي أن خطر الفصائل الموالية لإيران في العراق على الجنود الأميركيين بات أكبر من التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، والذي نشرت واشنطن على إثره آلاف الجنود في البلاد لمساعدة بغداد على مواجهة التنظيم المتطرف بعدما سيطر على مناطق واسعة في 2014.
وقال مسؤول لرويترز إن الولايات المتحدة تبحث احتمال تورط كتائب حزب الله الشيعية المدعومة من إيران في الهجوم.
وأفادت مصادر أمنية بأن القاعدة التي تبعد 15 كيلومترا إلى الشمال الغربي من كركوك تضم قوات أميركية إلى جانب قوات عراقية من الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب.
ونقلت أسوشيتد برس عن المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة العقيد مايلز كاغينز قوله إن قوات الأمن العراقية هي من تقود التحقيق بشأن الهجوم والرد عليه.
وتعرضت قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب البلاد في الثالث من ديسمبر إلى هجوم بخمسة صواريخ بعد أربعة أيام من زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لقوات بلاده هناك.
وأصيبت قاعدة القيارة الجوية الواقعة في شمال العراق بأكثر من عشرة صواريخ في نوفمبر، في هجوم كان بين الأكبر خلال الأشهر الماضية ضد منطقة تتواجد فيها قوات أميركية.
وأعربت مصادر أميركية دبلوماسية وعسكرية عدة عن تزايد امتعاضها من هذا النوع من الهجمات.
وتقول المصادر لفرانس برس إن واشنطن تنتظر من شركائها العراقيين التحرك “لفض النزاع” بين القوات الأميركية وقوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل مسلحة شيعية بعضها موال لإيران، لمنع وقوع مواجهات.
وحذر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في وقت سابق إيران وميليشياتها العراقية من رد حاسم، وذلك على خلفية هجوم صاروخي قرب مطار بغداد على قاعدة تضم قوات أميركية.
وصرح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر مطلع هذا الشهر أنه عبر لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي عن “قلقه مما يبدو أنها هجمات على قواعد في العراق يمكن أن تنتشر فيها قوات أو معدات أميركية”.
وقال إسبر إن لدى الولايات المتحدة “الحق في الدفاع عن نفسها، لكننا نطلب من شركائنا العراقيين اتخاذ اجراءات استباقية (…) للسيطرة على الوضع الذي لا يناسب أي طرف”.
وطالب مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حينها “ببذل مساعٍ جادة يشترك بها الجميع لمنع التصعيد الذي إنْ تطوّر سيهدد جميع الاطراف”.
واعتبر عبد المهدي أن “أي إضعاف للحكومة والدولة العراقية سيكون مشجعاً على التصعيد والفوضى”، منبها إلى أن “اتخاذ قرارات من جانب واحد سيكون له ردود فعل سلبية تصعب السيطرة عليها وتهدد أمن وسيادة واستقلال العراق”.
وأوضح مسؤول عراقي كبير طالبا عدم كشف هويته لفرانس برس أن عبد المهدي يخشى أن ترد الولايات المتحدة على تلك الهجمات “ما قد يؤدي الى تصادم على أراض عراقية”.
وارتفع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت واشنطن بشكل أحادي العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم مع طهران سنة 2015 وأعادت فرض عقوبات عليها.
وتخشى بغداد، المقربة من الطرفين، من أن تتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران