الإصلاح اليوم والصدمة
أحمد أبو عباتين
في بداية تسلم عادل عبد المهدي السلطة جذبني حديثه ومشروعه السياسي الى نقطة مهمة جدا وهو الالتزام بالدستور رغم مابه من نواقص وعيوب .
عن نفسي قلت حينها بانه اذكى سياسي عراقي تسلم الحكومة لان الدستور من يقرأه بتمعن رغم ماشابه من عيوب إذا تم الإلتزام به يعتبر بحق ميثاق تقدمي لتأسيس نظام تعددي وشامل للجميع وقابل للمسائلة وعادل على قاعدة المساواة بين جميع المواطنيين ونموذج جيد لإجراء التسوية العميقة بين مختلف الأطراف السياسية التي تتبنى إيديولوجيات متباينة ويمكن من خلاله حل هذه الإختلافات والوصول لعملية بناء الوفاق السياسي .
إلا أن الصدمة حصلت عندما تحدث عن نسب هائلة للانجاز من مشروعه وبرنامجه الحكومي في حين لايزال العراقييون يعانون من مشاعر الاقصاء السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
فالحكومة بالنسبة للشعب العراقي لاتزال ناقصة ومتعثرة وسردية في الإصلاح والتقدم ، وبالنسبة لها ليس عملة رائجة تحظى بمصداقية بينهم .
لا بل أكثر من ذلك بأن نظرتهم العامة لهذه الحكومة فشلت وزادت من عملية تكريس الفساد والمحسوبية ، في حين كان الأمل على عبدالمهدي يحمل استقالته بيده ومن موقع قوة ان يضغط على الأحزاب السياسية كي تعمل يدا بيد في بيئة توافقية لبلورة حلول اقتصادية وأمنية وسياسية لمحن العراق وبلاياه .
ومحذرا الكتل والاحزاب أيضا في حال عدم التوافق من وجود مؤشرات خطرة تتمثل في كون العراقيين فقدوا الثقة بهذه العملية السياسية إذا لم يتم تدارك الأمر وتجسيير الهوة السحيقة بين الحكومة وبين المواطنين .